والثاني: أنها تبدل بغيرها. ثم فيه أربعة أقوال:
أحدها: أنها تبدل بأرض غيرها بيضاء كالفضة لم يعمل عليها خطيئة، رواه عمرو بن ميمون عن ابن مسعود، وعطاء عن ابن عباس، وبه قال مجاهد.
والثاني: أنها تبدل نارا، قاله أبي بن كعب.
والثالث: أنها تبدل بأرض من فضة، قاله أنس بن مالك.
والرابع: تبدل بخبزة بيضاء، فيأكل المؤمن من تحت قدميه، قاله أبو هريرة، وسعيد بن جبير، والقرظي. وقال غيرهم: يأكل منها أهل الإسلام حتى يفرغ من حسابهم. فأما تبديل السماوات، فيه ستة أقوال:
أحدها: أنها تجعل من ذهب، قاله علي عليه السلام.
والثاني: أنها تصير جنانا، قاله أبي بن كعب.
والثالث: أن تبديلها: تكوير شمسها وتناثر نجومها، قاله ابن عباس.
والرابع: أن تبديلها: اختلاف أحوالها، فمرة كالمهل، ومرة تكون كالدهان، قاله ابن الأنباري.
والخامس: أن تبديلها أن تطوى كطي السجل للكتاب. والسادس: أن تنشق فلا تظل، ذكرهما الماوردي.
قوله تعالى: (وبرزوا لله الواحد القهار) أي: خرجوا من القبور.
وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد (49) سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار (50) ليجزي الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب (51) قوله تعالى: (وترى المجرمين) يعني: الكفار (مقرنين) يقال: قرنت الشئ إلى الشئ: إذا وصلته به. وفي معنى " مقرنين " ثلاثة أقوال:
أحدها: أنهم يقرنون مع الشياطين، قاله ابن عباس.