كما هلك من هدم مسكنه من أسفله، فخر عليه.
قوله تعالى: (ثم يوم القيامة يخزيهم) أي: يذلهم بالعذاب. (ويقول أين شركائي) قرأ نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، " شركائي الذين " بهمزة وفتح الياء، وقال البزي عن ابن كثير: " شركاي " مثل: هداي، والمعنى: أين شركائي على زعمكم؟ هلا دفعوا عنكم!. (الذين كنتم تشاقون فيهم) أي: تخالفون المسلمين فتعبدونهم وهم يعبدون الله، وقرأ نافع: " تشاقون " بكسر النون، أراد: تشاقونني، فحذف النون الثانية، وأبقى الكسرة تدل عليها، والمعنى: كنتم تنازعونني فيهم، وتخالفون أمري لأجلهم.
قوله تعالى: (قال الذين أوتوا العلم) فيهم ثلاثة أقوال:
أحدها: أنهم الملائكة، قاله ابن عباس.
والثاني: الحفظة من الملائكة، قاله مقاتل.
والثالث: أنهم المؤمنون.
فأما " الخزي " فقد شرحناه في مواضع و " السوء " هاهنا: العذاب.
الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون (28) فأدخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين (29) قوله تعالى: (الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) قال عكرمة: هؤلاء قوم كانوا بمكة أقروا بالإسلام ولم يهاجروا، فأخرجهم المشركون كرها إلى بدر، فقتل بعضهم، وقد شرحنا هذا في سورة (النساء).
قوله تعالى: (فألقوا السلم) قال ابن قتيبة: انقادوا واستسلموا، والسلم: الاستسلام. قال المفسرون: وهذا عند الموت يتبرؤون من الشرك، وهم قولهم: (ما كنا نعمل من سوء) وهو الشرك، فترد عليهم الملائكة فتقول: " بلى ". وقيل: هذا رد خزنة جهنم عليهم (بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون) من الشرك والتكذيب. ثم يقال لهم: ادخلوا أبواب جهنم، وقد سبق تفسير ألفاظ الآية.