وقتادة، ومكحول. قال ابن قتيبة: فالمعنى: لم نعلم الغيب حين أعطيناك الموثق لنأتينك به أنه يسرق فيؤخذ.
والثالث: لم نستطع أن نحفظه فلا يسرق، رواه عبد الوهاب عن مجاهد.
والرابع: لم نعلم أنه سرق للملك شيئا، ولذلك حكمنا باسترقاق السارق، قاله ابن زيد.
والخامس: أن المعنى: قد رأينا السرقة قد أخذت من رحله، ولا علم لنا بالغيب فلعلهم سرقوه، قاله ابن إسحاق.
والسادس: ما كنا لغيب ابنك حافظين، إنما نقدر على حفظه في محضره، فإذا غاب عنا، خفيت عنا أموره.
والسابع: لو علمنا من الغيب أن هذه البلية تقع بابنك ما سافرنا به، ذكرهما ابن الأنباري.
والثامن: لم نعلم أنك تصاب به كما أصبت بيوسف، ولو علمنا لم نذهب به، قاله ابن كيسان.
وسئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون (82) قوله تعالى: (واسأل القرية) المعنى: قولوا لأبيكم: سل أهل القرية (التي كنا فيها) يعنون مصر (والعير التي أقبلنا فيها) وأهل العير، وكان قد صحبهم قوم من الكنعانيين. قال ابن الأنباري: ويجوز أن يكون المعنى: وسل القرية والعير فإنها تعقل لأنك نبي والأنبياء قد تخاطبهم الأحجار والبهائم، فعلى هذا تسلم الآية من إضمار.
قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم (83) قوله تعالى: (قال بل سولت لكم أنفسكم) في الكلام اختصار، والمعنى: فرجعوا إلى أبيهم فقالوا له ذلك، فقال لهم هذا، وقد شرحناه في أول السورة.
واختلفوا لأي علة قال لهم هذا القول، على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه ظن أن الذي تخلف منهم، إنما تخلف حيلة ومكرا ليصدقهم، قاله وهب بن منبه.
والثاني: أن المعنى: سولت لكم أنفسكم أن خروجكم بأخيكم يجلب نفعا، فجر ضررا،