المعنى: وترى في اليدين. والجسأة: اليبس. والبدد: السعة. وقال غيره: قوله تعالى:
(مسخرات) حال مؤكدة، لأن تسخيرها قد عرف بقوله تعالى: (وسخر) وقرأ ابن عامر: والشمس والقمر والنجوم مسخرات، رفعا كله، وروى حفص عن عاصم: بالنصب، كالجمهور، إلا قوله تعالى: (والنجوم مسخرات) فإنه رفعها.
وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون (12) وما ذرأ لكم في الأرض مختلفا ألوانه إن في ذلك لآية لقوم يذكرون (13) وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون (14) وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون (15) وعلامات وبالنجم هم يهتدون (16) قوله تعالى: (وما ذرأ لكم) أي: وسخر ما ذرأ لكم. وذرأ بمعنى: خلق. و (سخر البحر) أي: ذلله للركوب والغوص فيه (لتأكلوا منه لحما طريا) يعني: السمك (وتستخرجوا منه حلية تلبسونها) يعني: الدر، واللؤلؤ، والمرجان، وفي هذا دلالة على أن حالفا لو حلف: لا يلبس حليا، فلبس لؤلؤا، أنه يحنث، وقال أبو حنيفة: لا يحنث.
قوله تعالى: (وترى الفلك) يعني: السفن. وفي معنى (مواخر) قولان:
أحدهما: جواري، قاله ابن عباس. قال اللغويون: يقال: مخرت السفينة مخرا: إذا شقت الماء في جريانها.
والثاني: المواخر، يعني: المملوءة، قاله الحسن. وفي قوله تعالى: (ولتبتغوا من فضله) قولان:
أحدهما: بالركوب فيه للتجارة ابتغاء الربح من فضل الله؟!
والثاني: بما تستخرجون من حليته، وتصيدون من حيتانه، قال ابن الأنباري: وفي دخول الواو في قوله تعالى: (ولتبتغوا من فضله) وجهان: