أحدهما: أبوه وخالته، لأن أمه كانت قد ماتت، قاله ابن عباس والجمهور.
والثاني: أبوه وأمه، قاله الحسن، وابن إسحاق. وفي قوله: (إن شاء الله آمنين) أربعة أقوال:
أحدها: أن في الكلام تقديما وتأخيرا، فالمعنى: سوف أستغفر لكم ربي إن شاء الله، إنه هو الغفور الرحيم، هذا قول ابن جريج.
والثاني: أن الاستثناء يعود إلى الأمن. ثم فيه قولان:
أحدهما: أنه لم يثق بانصراف الحوادث عنهم.
والثاني: أن الناس كانوا فيما خلا يخافون ملوك مصر، فلا يدخلون إلا بجوارهم..
والثالث: أنه يعود إلى دخول مصر، لأنه قال لهم هذا حين تلقاهم قبل دخولهم، على ما سبق بيانه.
والرابع: أن " إن " بمعنى: " إذ ": (إن أردن تحصنا) قال ابن عباس: دخلوا مصر يومئذ وهم نيف وسبعون بين ذكر وأنثى. وقال ابن مسعود: دخلوا وهم ثلاثة وتسعون، وخرجوا مع موسى وهم ستمائة ألف وسبعون ألفا.
ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم (100) * رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت ولي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين (101) قوله تعالى: (ورفع أبويه على العرش) في " أبويه " قولان: في الآية التي قبلها.
والعرش ها هنا: سرير المملكة، أجلس أبويه عليه (وخروا له) يعني: أبويه وإخوته. وفي هاء " له " قولان:
أحدهما: أنها ترجع إلى يوسف، قاله الجمهور. قال أبو صالح عن ابن عباس: كان سجودهم كهيئة الركوع كما يفعل الأعاجم. وقال الحسن: أمرهم الله بالسجود لتأويل الرؤيا. قال ابن الأنباري: سجدوا له على جهة التحية، لا على معنى العبادة، وكان أهل ذلك الدهر يحيى