الآيات " بالنون فيهما.
وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون (3) قوله تعالى: (وهو الذي مد الأرض) قال ابن عباس: بسطها على الماء.
قوله تعالى: (وجعل فيها رواسي) قال الزجاج: أي جبالا ثوابت، يقال: رسا الشئ يرسو رسوا، فهو راس: إذا ثبت. (وجعل فيها زوجين اثنين) أي: نوعين. والزوج:
الواحد الذي له قرين من جنسه. قال المفسرون: ويعني بالزوجين: الحلو والحامض، والعذب والملح، والأبيض والأسود.
قوله تعالى: (يغشى الليل النهار) قد شرحناه في سورة الأعراف.
وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون (4) قوله تعالى: (وفي الأرض قطع متجاورات) فيها قولان:
أحدهما: أنها الأرض السبخة، والأرض العذبة، تنبت هذه، وهذه إلى جنبها لا تنبت، هذا قول ابن عباس، وأبي العالية، ومجاهد، والضحاك.
والثاني: أنها القرى المتجاورات، قاله قتادة، وابن قتيبة، وهو يرجع إلى معنى الأول.
قوله تعالى: (وزرع ونخيل) قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحفص عن عاصم: (وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان) رفعا في الكل. وقرأ نافع، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: " وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان " خفضا في الكل. قال أبو علي: من رفع، فالمعنى: وفي الأرض قطع وجنات، وفي الأرض زرع، ومن خفض حمله على الأعناب، فالمعنى: جنات من أعناب، ومن زرع، ومن نخيل.
قوله تعالى: (صنوان وغير صنوان) هذا من صفة النخيل. قال الزجاج: الصنوان: جمع صنو وصنو، ومعناه: أن يكون الأصل واحدا وفيه النخلتان والثلاث والأربع. وكذلك قال