والعمل بالمعاصي والفساد.
(يا أيها الناس) يعني أهل مكة. (إنما بغيكم على أنفسكم) أي: جناية مظالمكم بينكم على أنفسكم. وقال الزجاج: عملكم بالظلم عليكم يرجع.
قوله تعالى: (متاع الحياة الدنيا) قرأ ابن عباس، وأبو رزين، وأبو عبد الرحمن السلمي، والحسن، وحفص، وأبان عن عاصم: (متاع الحياة الدنيا) بنصب المتاع. قال الزجاج: من رفع المتاع، فالمعنى أن ما تنالونه بهذا البغي إنما تنتفعون به في الدنيا، ومن نصب المتاع، فعلى المصدر. فالمعنى: تمتعون متاع الحياة (قال ابن عباس: متاع الحياة الدنيا أي منفعة في الدنيا) وقرأ أبو المتوكل، واليزيدي عن اختياره، وهارون العتكي عن عاصم: (متاع الحياة الدنيا بكسر العين.
* * * إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها آتها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون (24) قوله تعالى: (إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء) هذا مثل ضربه الله للدنيا الفانية، فشبهها بمطر نزل من السماء (فاختلط به نبات الأرض) يعني التف النبات بالمطر وكثر.
(مما يأكل الناس) من الحبوب وغيرها، (والأنعام) من المرعى. (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها). قال ابن قتيبة: زينتها بالنبات. وأصل الزخرف: الذهب، ثم يقال للنقش والنور والزهر وكل شئ زين: زخرف. وقال الزجاج: الزخرف: كمال حسن الشئ.
قوله تعالى: (وازينت) قرأه الجمهور (وازينت) بالتشديد. وقرأ سعد ابن أبي وقاص، وأبو عبد الرحمن، والحسن، وابن يعمر: بفتح الهمزة وقطعها ساكنة الزاي، على وزن:
وأفعلت. قال الزجاج: من قرأ (وازينت) بالتشديد، فالمعنى: وتزينت، فأدغمت التاء في الزاي، وسكنت الزاي فاجتلبت لها ألف الوصل: ومن قرأ (وأزينت) بالتخفيف على أفعلت، فالمعنى: جاءت بالزينة. وقرأ أبي، وابن مسعود: (وتزينت).