والثاني: السرايا والطلائع التي كان ينفذها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله عكرمة. وفي قوله: (أو تحل قريبا من دارهم) قولان:
أحدهما: أنه رسول الله، صلى الله عليه وسلم فالمعنى: أو تحل أنت يا محمد، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، وعكرمة، وقتادة.
والثاني: أنها القارعة، قاله الحسن. وفي قوله: (حتى يأتي وعد الله) قولان:
أحدهما: فتح مكة، قاله ابن عباس، ومقاتل.
والثاني: القيامة، قاله الحسن.
أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت وجعلوا لله شركاء قل سموهم أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول بل زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل ومن يضلل الله فما له من هاد (33) قوله تعالى: (أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت) يعني: نفسه عز وجل. ومعنى القيام هاهنا: التولي لأمور خلقه، والتدبير لأرزاقهم وآجالهم، وإحصاء أعمالهم للجزاء، والمعنى: أفمن هو مجازي كل نفس بما كسبت، يثيبها إذا أحسنت، ويأخذها بما جنت، كمن ليس بهذه الصفة من الأصنام؟ قال الفراء: فترك جوابه، لأن المعنى معلوم، وقد بينه بعد هذا بقوله: (وجعلوا لله شركاء) كأنه قيل: كشركائهم.
قوله تعالى: (قل سموهم) أي: بما يستحقونه من الصفات وإضافة الأفعال إليهم إن كانوا شركاء لله كما يسمى الله بالخالق، والرازق، والمحيي، والمميت، ولو سموهم بشئ من هذا لكذبوا.
قوله تعالى: (أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض) هذا استفهام منقطع مما قبله، والمعنى:
فإن سموهم بصفات الله، فقل لهم: أتنبئونه، أي: أتخبرونه بشريك له في الأرض وهو لا يعلم لنفسه شريكا، ولو كان لعلمه؟
قوله تعالى: (أم بظاهر من القول) فيه ثلاثة أقوال:
أحدهما: أم بظن من القول، قاله مجاهد.
والثاني: بباطل، قاله قتادة.