ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم (87) لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين (88) وقل إني أنا النذير المبين (89) قوله تعالى: (ولقد آتيناك سبعا من المثاني) سبب نزولها أن سبع قوافل وافت من بصرى وأذرعات ليهود قريظة والنضير في يوم واحد، فيها أنواع من البز والطيب والجواهر، فقال المسلمون: لو كانت هذه الأموال لنا لتقوينا بها وأنفقناها في سبيل الله، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وقال: أعطيتكم سبع آيات هي خير لكم من هذه السبع القوافل، ويدل على صحة هذا قوله: (لا تمدن عينيك..) الآية، قاله الحسين بن الفضل وفي المراد بالسبع المثاني أربعة أقوال:
أحدها: أنها فاتحة الكتاب، قاله عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وابن مسعود في رواية، وابن عباس في رواية الأكثرين عنه، وأبو هريرة، والحسن، وسعيد بن جبير في رواية، ومجاهد في رواية، وعطاء، وقتادة في آخرين. فعلى هذا، إنما سميت بالسبع، لأنها سبع آيات.
وفي تسميتها بالمثاني سبعة أقوال:
أحدها: لأن الله تعالى استثناها لأمة محمد [صلى الله عليه وسلم]، فلم يعطها أمة قبلهم، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس.
والثاني: لأنها تثنى في كل ركعة، رواه أبو صالح عن ابن عباس. قال ابن الأنباري:
والمعنى: آتيناك السبع الآيات التي تثنى في كل ركعة، وإنما دخلت " من " للتوكيد، كقوله [تعالى]: (ولهم فيها من كل الثمرات). وقال ابن قتيبة: سمي " الحمد " مثاني، لأنها تثنى في كل صلاة.
والثالث: لأنها ما أثنى به على الله تعالى، لأن فيها حمد الله وتوحيده وذكر مملكته، ذكره الزجاج.
والرابع: لأن فيها " الرحمن الرحيم " مرتين، ذكره أبو سليمان الدمشقي عن بعض اللغويين، وهذا على قول من يرى التسمية منها.