عن ضيف إبراهيم (51) إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال إنا منكم وجلون (52) قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم (53) قوله تعالى: (نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم) سبب نزولها ما روى ابن المبارك بإسناد له عن رجل من أصحاب رسول الله [صلى الله عليه وسلم] قال: طلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الباب الذي يدخل منه بنو شيبة، ونحن نضحك، فقال: " ألا أراكم تضحكون؟ " ثم أدبر، حتى إذا كان عند الحجر، رجع إلينا القهقرى، فقال: " إني لما خرجت، جاء جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد، يقول الله [تعالى]: لم تقنط عبادي؟ نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ". وقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو بتحريك ياء " عبادي " وياء " أني أنا " وأسكنها الباقون.
قوله تعالى: (ونبئهم عن ضيف إبراهيم) قد شرحنا القصة في (هود) وبينا هنالك معنى الضيف والسبب في خوفه منهم، وذكرنا معنى الوجل في (الأنفال).
قوله تعالى: (بغلام عليم) أي: إنه يبلغ ويعلم.
قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون (54) قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين (55) قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون (56) قال فما خطبكم أيها المرسلون (57) قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين (58) إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين (59) إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين (60) فلما جاء آل لوط المرسلون (61) قال إنكم قوم منكرون (62) قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون (63) وأتيناك بالحق وإنا لصادقون (64) فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا