قوله تعالى: (ثم جعلناكم خلائف): قال ابن عباس: جعلناكم يا أمة محمد خلائف، أي: استخلفناكم في الأرض.
وقال قتادة: ما جعلنا الله خلائف إلا لينظر إلى أعمالنا، فأروا الله من أعمالكم خيرا بالليل والنهار.
وإذا تتلى عليهم آياتنا بينت قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقائي نفسي أن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف أن عصيت ربي عذاب يوم عظيم (15) قوله تعالى: (وإذا تتلى عليهم آياتنا): اختلفوا فيمت نزلت على قولين:
أحدهما: أنها نزلت في المستهزئين بالقرآن من أهل مكة، قاله أبو صالح عن ابن عباس.
والثاني: أنها نزلت في مشركي مكة، قاله مجاهد، وقتادة.
والمراد (بالآيات): آيات القرآن. و (يرجون) بمعنى: يخافون.
وفي علة طلبهم سوى هذا القرآن أو تبديله قولان: أحدهما: أنهم أرادوا تغيير آية العذاب بالرحمة، وآية الرحمة بالعذاب، قاله ابن عباس.
والثاني: أنهم كرهوا منه ذكر البعث والنشور، لأنهم لا يؤمنون به، وكرهوا عيب آلهتهم، فطلبوا ما يخلوا من ذلك، قاله الزجاج.
والفرق بين تبديله والإتيان بغيره، أن تبديله لا يجوز أن يكون معه، والإتيان بغيره قد يجوز أن يكون معه. قوله تعالى: (ما يكون لي) حرك هذه الياء ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، (وأسكنها الباقون.
(من تلقاء نفسي) حركها نافع، وأبو عمرو، وأسكنها الباقون. والمعنى: من عند نفسي، فالمعنى: أن الذي أتيت به من عند الله لا من عندي فأبدله.
(إني أخاف) فتح هذه الياء ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو.