ذكر قبل هذا، ولكن الذين خوطبوا كانوا يقولون: الأصنام شفعاؤنا.
والثاني: أن المعنى: لا ثاني معه، مأخوذ من الشفع، لأنه لم يكن معه أحد، ثم خلق الأشياء. فقوله (تعالى): (إلا من بعد إذنه) أي: من بعد أمره أن يكون الخلق فكان. ذكره الماوردي.
قوله تعالى: (فاعبدوه): قال مقاتل: وحدوه. وقال الزجاج: المعنى: فاعبدوه وحده.
وقوله (تعالى): (تذكرون) معناه: تتعظون.
* * * إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدؤا الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون (4) قوله تعالى: (إليه مرجعكم) أي: مصيركم يوم القيامة. (وعد الله حقا) قال الزجاج:
(وعد الله) منصوب على معنى: وعدكم الله وعدا، لأن قوله: (إليه مرجعكم) معناه: الوعد بالرجوع، و (حقا) منصوب على: أحق ذلك حقا.
قوله تعالى: (إنه يبدأ الخلق) قرأه الأكثرون بكسر الألف. وقرأت عائشة، وأبو رزين، وعكرمة، وأبو العالية، والأعمش (أنه) بفتحها. قال الزجاج: من كسر، فعلى الاستئناف ومن فتح، فالمعنى: إليه مرجعكم، لأنه يبدأ الخلق. قال مقاتل: يبدأ الخلق ولم يكن شيئا، ثم يعيده بعد الموت. فأما (القسط) فهو العدل.
فان قيل: كيف خص جزاء المؤمنين بالعدل، وهو في جزاء الكافرين عادل أيضا؟
فالجواب: أنه لو جمع الفريقين في القسط، لم يتبين في حال اجتماعهما ما يقع بالكافرين من العذاب الأليم والشرب من الحميم، ففصلهم من المؤمنين ليبين ما يجزيهم به مما هو عدل أيضا. ذكره ابن الأنباري.
فأما (الحميم) فهو الماء الحار، وقال أبو عبيدة: كل حار فهو حميم.