وجوه البلاغة والمعاني وأسرارها الوجه الأول انسجام الآيات إن نهاية الانسجام، وغاية التناسق بين الآية والآيات السابقة حاصلة، فإنه بعد ما تبين أمر آدم (عليه السلام) للملائكة الذين سلوا سيوفهم على جعله خليفة في الأرض، مع أنه كان من مجعولاته تعالى، ولكنهم مع ذلك ذهلوا عن النسبة الإصدارية، والتفتوا إلى نفس الصادر والمجعول في الأرض فظنوا في حقه ما مر، وبعدما ظهر موقفه وموقفهم، حان وقت الخضوع له والسجود، وحان زمان الاعتراف العملي بما صنعه الله تعالى، وأنه أحسن صنعه، بعدما اعترفوا قولا، حيث * (قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا) * فأمر الله تعالى بالسجود الذي هو غاية الخضوع ونهاية الخنوع لآدم، وهم امتثلوا أمره تعالى بحمد الله وله الشكر.
(٣٨٥)