المسألة الثانية حول كلمة " أكل " اعلم أن مادة الأكل واضحة المعنى إلا أن هنا احتمالا يحتاج إلى الفحص الدقيق، وهو انقلاب معناها اللغوي إلى الأعم، بحيث صارت حقيقة في الأعم، للكثرة المعتنى بها في القرآن العزيز باستعمالها في التصرف والانتفاع والاستفادة، فلا يجوز دعوى اختصاص الآية في قوله تعالى: * (لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) * (1) بالأكل الخاص، ولا قوله تعالى: * (أن تأكلوا من بيوتكم) * (2)، ولا كثير من الآيات، من غير حاجة إلى القرينة، أو دعوى إلغاء الخصوصية والقياس والاستحسان. والمسألة بعد تحتاج إلى التأمل والتدبر.
المسألة الثالثة حول كلمة " حيث " المشهور أن " حيث " تأتي مكانية، لا زمانية. ويظهر أن الأخفش ابتكر القول بالزمانية (3)، وفي " الأقرب " تأتي زمانيا (4)، ثم تمثل بشعر الشاعر مع إمكان