نهايته، فالعجب من المتكلم المتشرع كيف يرضى بمادية النفس، وبأن الروح شئ لطيف وجسم ظريف، أو أنها كالريح، غافلين عن هذه الآية المباركة، والله هو المستعان على ما يصفون.
المسألة الثالثة حول حديث النفس اختلفوا في أن النفس روحانية الحدوث والبقاء، أو جسمانية الحدوث وروحانية البقاء على أقوال (1)، بعد اتفاق أرباب العقل على أنها روحانية البقاء، كما تحرر في المسألة الثانية.
وقد اشتهر القول بروحانية الحدوث والبقاء بين الإشراقيين والمشائين، إلا أن الطائفة الأولى قالوا بقدم النفوس (2)، والثانية قالوا بحدوثها بمجرد حدوث البدن القابل لتعلق الروح به (3)، وقال معلم الحكمة المتعالية ومؤسس المناهج الجديدة: بأنها جسمانية الحدوث وروحانية البقاء (4).
وعند ذلك ربما يستشم من الآية الشريفة بانضمامها إلى الآية السابقة: أن آدم في قوس النزول علم بالأسماء وعرضها على الملائكة،