الإعراب وبعض المسائل النحوية قوله تعالى: * (إياي فارهبون) * فيه إشكال، وهو لزوم كون الضمير المحذوف مؤكدا للمذكور، وهو غير معهود، ولا يمكن أن ينصبه المذكور، فلابد من محذوف يدل عليه المذكور، فتلزم الجملة المكررة، أي ارهبوا إياي فارهبون. وعلى هذا يتعين قراءة فتح النون، ولو كان " إياي " مبتدأ فدخول الفاء على الخبر الغير المشتمل على الشرط، أو غير القائم موضع الشرط، أيضا غير سديد، كما تقول: زيد فقائم، فإنه يشبه الغلط ولو صرح في موضع به الشارح الرضي (رحمه الله) وجوزه، مع أن ما هو المفعول واقعا لا يعتبر مبتدأ، فتأمل.
والإنصاف: أن التأكيد اللفظي لا ميزان له، ويتبع البلاغة، وهو هنا جائز، سواء كان الضمير للضمير أو الجملة للجملة، وأما نصب " إياي " فهو عندنا بالفعل المتأخر، لأنه مثل ما إذا قيل: ضربت زيدا زيدا، أو تقول: زيدا ضربت زيدا، فما عن السجاوندي (1) فاسد، ومما ذكرنا يظهر مواضع اخر كما