وجوه البلاغة وعلم المعاني الوجه الأول حول عدم التفريع في * (علم آدم) * كان الأنسب في بدو النظر أن يقال: فعلم آدم الأسماء، فإنه متفرع على جعله خليفة في الأرض.
وفيه: أن الأمر كما تحرر لو كان المراد من الخليفة شخصا خاصا، لا نوع بني آدم في قبال بني الجان، وأما لو كان من علمه غير المجعول خليفة بحسب الإرادة، وأن من علمه فرد وشخص خاص في هذه الطائفة من الخلق، فلابد من إفادته بكلمة تشعر به، ولو كان مسألة التعليم على وجه يأتي في بحوث فلسفية، فهناك وجه آخر لإتيان كلمة الواو: وهو أن في نفس جعل الخليفة، جعل كل شئ حسب القوى وكمون الاستعداد، وليس التعليم متأخرا عنه إلا بمعنى ظهور العلم بعد خفائه، ولأجل ذلك أتى بكلمة الواو. أو يكون الوجه تأخر التعليم عن أصل الخلقة زمانا كثيرا فإليه يؤمئ ذلك، فلا تخلط.