بعض المباحث الكلامية المبحث الأول حول الإيمان والعمل الصالح قد حكي عن بعض أرباب الكلام: أن حقيقة الإيمان مرهونة بالأعمال الصالحة، ولو لم يعقب بها لا يعد من الإيمان (1).
واستدل الخصم: بأن قوله تعالى: * (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * وأمثاله الكثيرة تشهد على بطلان الرأي المذكور، للزوم التكرار (2).
وفيه: أن التكرار غير لازم، لأن الأعمال ليست داخلة في مسمى الإيمان وضعا، بل هي من لوازمه العقلية.
وثانيا: التكرار كثيرا ما وقع، ولا بأس به.
وثالثا: هذا ليس من قبيل ذلك التكرار، بل هو نظير توصيف " النبأ " بالعظيم، مع أن النبأ هو الخبر العظيم، ومن قبيل تقييد الإسراء - في سورة