المسألة الخامسة العالي لا يفعل للداني من المسائل المبرهنة في " قواعدنا الحكمية ": أن العالي لا يفعل للداني، إلا أن في الكتاب آيات كثيرة توهم خلافها، وربما تكون هذه الآية * (هو الذي خلق لكم ما في الأرض) * من أظهرها، ومن مراجعة أدلتها يتبين وجه صحة هذه المقالة، ووجه استعمال لفظة اللام وأمثالها، فإن من براهينها: أن الفعل إذا كان عنه تعالى لغرض غير ذاته تعالى، لكان في تحصيل ذلك الغرض مغرضا، فلابد هناك من غرض آخر حتى يصل إلى ذاته، فرارا عن التسلسل في العلل الغائية، فإنه كالتسلسل في العلل الفاعلية، فإذا كان ما هو الغرض بالحق والحقيقة هو تعالى، فالأغراض المتوسطة صورة من الغايات التي تنتهي إليها الحركة العالمية الكلية، فيكون استعمال اللام بلحاظها، وهذا يكفي من غير لزوم مجاز في الاستعمالات.
المسألة السادسة حول تعدد الإرادة من الله تعالى من المسائل الخلافية بين أصحاب التحقيق وأرباب القشر والظواهر، حديث تعدد الإرادة الإلهية الفعلية بعد إنكار هم الإرادة الذاتية، نعوذن بالله من الكفر والإلحاد ومن الشرك والإفساد، فكيف