كونه جاهلا غير عالم بما لم يجب عليه وجوب عين (أحب إلى الله عز وجل من عابد) أي كثير النوافل سواء يكون عالما أم لا (بخيل) لأن حب الدنيا رأس كل خطيئة وأيضا النجيل الشرعي هو من ترك الواجب الشرعي المالي والسخي ضده ولا شك أن من قام بالفرائض وترك النوافل أفضل ممن قام بالنوافل وترك الفرائض قال وهذا الذي قررنا أولى من قول الطيبي يفهم منه أن جاهلا غير عابد أحب من عالم عابد رعاية للمطابقة فيا لها من حسنة غطت خصلتين ذميمتين ويا لها من سيئة غطت حسنتين كريمتين قوله (هذا حديث غريب) وأخرجه البيهقي في شعب الايمان عن جابر بن عبد الله والطبراني في الأوسط عن عائشة قال المناوي بأسانيد ضعيفة يقوي بعضها بعضا (لا نعرفه من حديث يحيى بن سعيد عن الأعرج عن أبي هريرة إلا من حديث سعيد بن محمد) الوراق المذكور وهو ضعيف قوله (وقد خولف سعيد بن محمد في رواية هذا الحديث عن يحيى بن سعيد الخ) أي خالفه غيره في رواية هذا الحديث عن يحيى بن سعيد فرواه هو عن يحيى عن الأعرج عن أبي هريرة متصلا وجعله من مسند أبي هريرة ورواه غيره عن يحيى عن عائشة مرسلا يعني منقطعا وجعله من مسند عائشة تنبيه قد أورد الحافظ السيوطي هذا الحديث في كتابه الجامع الصغير نقلا عن الترمذي بلفظ ولجاهل سخي أحب إلى الله من عالم بخيل قال المناوي في شرحه لأن الأول سريع الانقياد إلى ما يؤمر به من نحو تعلم وإلى ما ينهى عنه بخلاف الثاني انتهى قلت في نسخ الترمذي الموجودة عندنا كلها من عابد بخيل وكذلك في المشكاة وكذلك في الترغيب للمنذري وليس في واحد منها من عالم بخيل فالظاهر أنه من وهم الناسخ والله تعالى أعلم
(٨٢)