باب ما جاء في كراهية التنفس في الاناء قوله إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الانا هذا بظاهره مخالف لحديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنفس في الاناء ثلاثا قال الجزري في النهاية الحديثان صحيحان وهما باختلاف تقديرين أحدهما أن يشرب وهو يتنفس في الاناء من غير أن يبينه عن فيه وهو مكروه وا خر أن يشرب من الاناء ثلاثة أنفاس يفصل فيها فاه عن الاناء يقال أكرع في الاناء نفسا أو نفسين أي جرعة أو جرعتين انتهى كلام الجزري قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه الشيخان 17 باب ما جاء في النهي عن اختناث الأسقية جمع السقاة وهو القربة قال الجزري في النهاية خنثت السقاء إذا أثنيت فمه إلى خارج وشربت منه وقبعته إذا أثنيته إلى داخل قوله (عن أبي سعيد رواية) أي عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنه) أي النبي صلى الله عليه وسلم (نهى عن اختناث الأسقية) إنما نهي عنه لأنه ينتنها فإن إدامة الشرب هكذا مما يغير ريحها وقيل لا يؤمن أن يكون فيها هامة وقيل لئلا يترشش الماء على الشارب لسعة السقاء وقد جاء في حديث آخر إباحته ويحتمل أن يكون النهي خاصا بالسقاء الكبير دون الإداوة أو ذا للضرورة والحاجة والنهي عن الاعتياد أو الثاني ناسخ للأول كذا في النهاية وغيرها
(١١)