التهذيب له في الترمذي حديث واحد في المرجئة والقدرية وقال ابن حبان يروي عن الثقات المقلوبات لا يجوز الاحتجاج بخبره قال الأزدي واهي الحديث 14 باب قوله (حدثنا أبو هريرة محمد بن فراس) بكسر الفاء وتخفيف الراء الصيرفي صدوق من الحادية عشر (أخبرنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة) الشعيري الخراساني نزيل البصرة صدوق من التاسعة قوله (مثل) بضم الميم وتشديد مثلثة أي صور وخلق (ابن ادم) بالرفع نائب الفاعل وقيل مثل ابن ادم بفتحتين وتخفيف المثلثة ويريد به صفته وحاله العجيبة الشأن وهو مبتدأ خبره الجملة التي بعده أي الظرف وتسع وتسعون مرتفع به أي حال ابن ادم أن تسعا وتسعين منية متوجهة إلى نحوه منتهية إلى جانبه وقيل خبره محذوف والتقدير مثل ابن ادم مثل الذي يكون إلى جنبه تسع وتسعون منية ولعل الحذف من بعض الرواة (وإلى جنبه) الواو للحال أي بقربه (تسع وتسعون) أراد به الكثرة دون الحصر (منية) بفتح الميم أي بلية مهلكة وقال بعضهم أي سبب موت (إن أخطأته المنايا) قال الطيبي المنايا جمع منية وهي الموت لأنها مقدرة بوقت مخصوص من المنى وهو التقدير وسمى كل بلية من البلايا منية لأنها طلائعها ومقدماتها انتهى أي إن جاوزته فرضا أسباب المنية من الأمراض والجوع والغرق والحرق وغير ذلك مرة بعد أخرى (وقع في الهرم) قال في القاموس الهرم محركة أقصى الكبر (حتى يموت) قال بعضهم يريد أن أصل خلقه الانسان من شأنه أن لا تفارقه المصائب والبلايا والأمراض والأدواء كما قيل البرايا أهداف البلايا وكما قال صاحب الحكم ابن عطاء ما دمت في هذه الدار لا تستغرب وقوع الأكدار فإن أخطأته تلك النوائب على سبيل الندرة أدركه من الأدواء الداء الذي لا دواء له وهو الهرم وحاصله أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر فينبغي للمؤمن أن يكون صابرا على حكم الله راضيا بما قدره الله تعالى وقضاه قوله (هذا حديث حسن غريب) وأخرجه الضياء المقدسي كما في الجامع الصغير
(٣٠٤)