ورواه حماد بن زيد وغيره عن عبد الله بن عمرو قوله قال وهذا أصح من الأول وهكذا قال فيه زياد بن سيمين كوش وقال غيره زياد سيمين كوش واستشهد به البخاري وكان من العباد ولكنه اختلط في اخر عمره حتى كان لا يدري ما يحدث به وتكلم فيه غير واحد انتهى كلام المنذري 17 باب ما جاء في رفع الأمانة قوله (حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين) أي في أمر الأمانة الحادثة في زمن الفتنة قال النووي رحمه الله الأول حدثنا أن الأمانة نزلت إلى اخره والثاني حدثنا عن رفعها قد رأيت أحدهما وهو نزول الأمانة (وأنا انتظر الاخر) وهو رفع الأمانة (حدثنا) وهو الحديث الأول (أن الأمانة) المذكورة في قوله تعالى إنا عرضنا الأمانة وهي عين الايمان أو كل ما يخفي ولا يعلمه إلا الله من المكلف أو المراد بها التكليف الذي كلف الله تعالى به عباده أو العهد الذي أخذه عليهم (نزلت في جذر قلوب الرجال) بفتح الجيم ويكسر وسكون الذال المعجمة بعدها راء أي في أصل قلوبهم وجذر كل شئ أصله أي أن الأمانة أول ما نزلت في قلوب الرجال واستولت عليها فكانت هي الباعثة على الأخذ بالكتاب والسنة وهذا هو المعنى بقوله (ثم نزل القران فعلموا) أي بنور الايمان (من القران) أي مما يتلقون عنه صلى الله عليه وسلم واجبا كان أو نفلا حراما أو مباحا مأخوذا من الكتاب أو الحديث (وعلموا من السنة) وفي رواية البخاري ثم علموا من السنة بإعادة ثم وفيه إشارة إلى أنهم كانوا يتعلمون القران قبل أن يتعلموا السنة (ثم حدثنا) وهو الحديث الثاني (عن رفع الأمانة) أي عن ذهابها أصلا حتى لا يبقى من يوصف بالأمانة إلا النادر ولا يعكر على ذلك ما ذكره في اخر الحديث مما يدل على قلة من ينسب للأمانة فإن ذلك بالنسبة إلى حال الأولين فالذين أشار إليهم بقوله ما كنت أبايع إلا فلانا وفلانا هم من أهل العصر الأخير الذي أدركه والأمانة فيهم بالنسبة إلى العصر الأول أقل وأما الذي ينتظره فإنه حيث تفقد الأمانة من الجميع إلا النادر كذا في الفتح (فيظل أثرها) بفتحات بتشديد لام أي فيصير وأصل ظل ما عمل بالنهار ثم أطلق على كل وقت وهي هنا على بابها لأنه ذكر
(٣٣٦)