الرابعة (عن أبيه) أي معاذ بن أنس الجهني الأنصاري صحابي نزل مصر وبقي إلى خلافة عبد الملك قوله (من كظم غيظا) أي اجترع غضبا كامنا فيه قال في النهاية كظم الغيظ تجرعه واحتمال سببه والصبر عليه انتهى (وهو يستطيع أن ينفذه) بتشديد الفاء أي يمضيه وفي حديث أبي هريرة عند ابن أبي الدنيا وهو يقدر على إنفاذه فيجوز تخفيف الفاء والجملة حالية وجواب الشرط (دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق) أي شهره بين الناس وأثنى عليه وتباهي به ويقال في حقه هذا الذي صدرت منه هذه الخصلة العظيمة (حتى يخيره) أي يجعله مخيرا (في أي الحور شاء) أي في أخذ أيهن شاء وهو كناية عن إدخاله الجنة المنيعة وإيصاله الدرجة الرفيعة قال الطيبي وإنما حمد الكظم لأنه قهر للنفس الأمارة بالسوء ولذلك مدحهم الله تعالى بقوله والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ومن نهى النفس عن هواه فإن الجنة مأواه والحور العين جزاه قال القاري وهذا الثناء الجميل والجزاء الجزيل هذا ترتب على مجرد كظم الغيظ فكيف إذا انضم العفو إليه أو زاد بالإحسان عليه قوله (هذا حديث حسن غريب) وأخرجه أحمد في مسنده وأبو داود وابن ماجة 75 باب ما جاء في إجلال الكبير أي تعظيمه والمصدر مضاف إلى المفعول قوله (حدثنا يزيد بن بيان العقيلي) بالضم أبو خالد البصري ضعيف من التاسعة وقال في تهذيب التهذيب يزيد بن بيان العقيلي أبو خالد البصري المعلم الضرير المؤذن روى عن أبي الرحال الأنصاري عن أنس حديث ما أكرم شاب شيخا لسنه الحديث (حدثني أبو الرحال الأنصاري) بفتح الراء وتشديد الحاء المهملة البصري اسمه محمد بن خالد وقيل خالد بن محمد
(١٤٠)