الأعداء كالترس وهو ما يقي من العدد أي يحفظ ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى الاتقاء فالضمير في نتقيها للمصدر قيل وهذه المنصوبات أعني وقي وما عطف عليها موصوفات بالأفعال الواقعة بعدها ومتعلقة بمعنى أرأيت أي أخبرني عن رقى نسترقيها فنصبت على نزع الخافض ويجوز أن يتعلق بلفظ أرأيت والمفعول الأول الموصوف مع الصفة والثاني الاستفهام بتأويل مقولا في حقها (هل ترد) أي من هذه الأسباب (قال هي) أي المذكورات الثلاث (من قدر الله) أيضا يعني كما أن الله قدر الداء وقدر زواله بالدواء ومن استعمله ولم ينفعه فليعلم أن الله تعالى ما قدره قال في النهاية جاء في بعض الأحاديث جواز الرقية كقوله عليه الصلاة و السلام استرقوا لها فإن بها النظرة أي اطلبوا لها من يرقيها وفي بعضها النهي عنها كقوله عليه الصلاة والسلام في باب التوكل الذين لا يسترقون ولا يكتوون والأحاديث في القسمين كثيرة ووجه الجمع أن ما كان من الرقية بغير أسماء الله تعالى وصفاته وكلامه في كتبه المنزلة أو بغير اللسان العربي وما يعتقد منها أنها نافعة لا محالة فيتكل عليها فإنها منهية وإياها أراد عليه الصلاة والسلام بقوله ما توكل من استرقى وما كان على خلاف ذلك كالتعوذ بالقران وأسماء الله تعالى والرقى المروية فليست بمنهية ولذلك قال عليه الصلاة والسلام الذي رقي بالقران وأخذ عليه أجرا من أخذ برقية باطل فقد أخذت برقية حق وأما قوله عليه الصلاة والسلام لا برقية إلا من عين أو حمة فمعناه لا رقية أولى وأنفع منهما قوله (هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث الزهري) وأخرجه أحمد وابن ماجة (وهذا أصح) أي رواية غير واحد عن سفيان عن الزهري عن أبي خزامة بحذف لفظ ابن أصح من رواية سعيد بن عبد الرحمن المخزومي أخبرنا سفيان عن ابن أبي خزامة بزيادة لفظ ابن (هكذا) أي بحذف لفظ ابن 13 باب ما جاء في القدرية بفتح القاف والدال
(٣٠١)