الظن فيما يجب فيه القطع أو التحدث به عند الاستغناء عنه أو عما يظن كذبه انتهى أو اجتنبوا الظن في التحديث والإخبار ويؤيده قوله فإن الظن أكذب الحديث ويقويه حديث كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع والظاهر أن المراد التحذير عن الظن بسوء في المسلمين وفيما يجب فيه القطع من الاعتقاديات (فإن الظن) أقام المظهر مقام المضمر حثا على تجنبه (أكذب الحديث) أي حديث النفس لأنه بإلقاء الشيطان في نفس الانسان قال في المجمع معنى كون الظن أكذب الحديث مع أن الكذب خلاف الواقع فلا يقبل النقص وضده أن الظن أكثر كذبا أو أن إثم هذا الكذب أزيد من إثم الحديث الكاذب أو أن المظنونات يقع الكذب فيها أكثر من المجزومات انتهى قال الحافظ وقد استشكلت تسمية الظن حديثا وأجيب بأن المراد عدم مطابقة الواقع سواء كان قولا أو فعلا ويحتمل أن يكون المراد ما ينشأ عن الظن فوصف الظن به مجازا انتهى ما في الفتح قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه الشيخان مطولا 57 باب ما جاء في المزاح في القاموس مزح كمنع مزحا مزاحا ومزاحة بضمهما داعب ومازحه ممازحة ومزاحا بالكسر وتمازحا انتهى وفي الصراح مزح لاغ كردن قال النووي اعلم أن المزاح المنهي هو الذي فيه إفراط ويداوم عليه فإنه يورث الضحك وقسوة القلب ويشغل عن ذكر الله والكفر في مهمات الدين ويؤول في كثير من الأوقات إلى الايذاء ويورث الأحقاد ويسقط المهابة والوقار فأما ما سلم من هذه الأمور فهو المباح الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله على الندرة لمصلحة تطييب نفس المخاطب ومؤانسته وهو سنة مستحبة فاعلم هذا فإنه مما يعظم الاحتياج إليه انتهى قوله (حدثنا عبد الله بن الوضاح الكوفي) أبو محمد اللؤلؤي مقبول من كبار الحادية عشر
(١٠٦)