بالشئ (وأمورا تنكرونها) يعني من أمور الدين (قالوا فما تأمرنا) أي أن نفعل إذا وقع ذلك (أدوا إليهم) أي إلى الأمراء (حقهم) أي الذي وجب لهم المطالبة به وقبضه سواء كان يختص بهم أو يعم (واسألوا الله الذي لكم) أي بأن يلهمهم إنصافكم أو يبدلكم خيرا منهم كذا في والفتح قال الطيبي أي لا تقاتلوهم باستيفاء حقكم ولا تكافئوا استئثارهم باستئثاركم بل وفروا إليهم حقهم من السمع والطاعة وحقوق الدين وسلوا الله من فضله أن يوصل إليكم حقكم من الغنيمة والفئ ونحوهما وكلوا إلى الله تعالى أمركم والله لا يضيع أجر المحسنين قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه الشيخان 26 باب ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بما هو كائن إلى يوم القيامة قوله (بنهار) فيه إشارة إلى أنه صلى الله عليه وسلم عجل العصر في ذلك اليوم (ثم قام خطيبا) أي واعظا (فلم يدع) أي لم يترك (شيئا) أي مما يتعلق بأمر الدين مما لا بد منه (يكون) أي يقع ذلك الشئ (إلى قيام الساعة) أي ساعة القيامة (حفظه من حفظه) أي من وفقه الله وحفظه (ونسيه من نسيه أي من أنساه الله وترك نصره (فكان) وفي بعض النسخ وكان (فيما قال) أي من خطبته وموعظته (إن الدنيا خضرة) بفتح فكسر أي ناعمة طرية محبوبة (حلوة) بضم أوله أي لذيذة حسنة وإنما وصفها بالخضرة لأن العرب تسمي الشئ الناعم خضرا أو لشبهها بالخضروات في ظهور كمالها وسرعة زوالها وفيه بيان أنها تفتن الناس بلونها وطعمها (وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون) أي جاعلكم خلفاء من قرن خلوا قبلكم فينظر تطيعونه أو لا (ألا) للتنبيه (فاتقوا الدنيا) أي احذروا زيادتها على قدر الحاجة المعينة للدين النافعة في الأخرى (واتقوا النساء) أي كيدهن ومكرهن (وكان فيما قال) صلى الله عليه وسلم من خطبته (ألا) للتنبيه (هيبة الناس) أي عظمتهم وشوكتهم
(٣٥٦)