سبيل الله وذكر عينا ثالثة وأخرجه النسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد كذا في الترغيب وأما حديث ابن عباس فأخرجه الترمذي في باب فضل الحرس في سبيل الله من أبواب فضائل الجهاد 7 باب في قول النبي صلى الله عليه وسلم لو تعلمون الخ قوله (عن مورق) بضم الميم وتشديد الراء المكسورة ابن مشمرج قال في التقريب بضم أوله وفتح المعجمة وسكون الميم وكسر الراء بعدها جيم ابن عبد الله العجلي البصري ثقة عابد من كبار الثالثة وقال في الخلاصة مشمرج بفتح الراء كمدحرج قوله (إني أرى مالا ترون) أي أبصر مالا تبصرون بقرينة قوله وأسمع مالا تسمعون (أطت السماء) بتشديد الطاء من الأطيط وهو صوت الأقتاب وأطيط الإبل أصواتها وحنينها على ما في النهاية أي صوتت (وحق) بصيغة المجهول أي ويستحق وينبغي (لها أن تئط) أي تصوت (ما فيها) أي ليس في السماء جنسها (موضع أربع أصابع) بالرفع على أنه فاعل الظرف المعتمد على حرف (إلا وملك) أي فيه ملك (واضع جبهته لله ساجدا) قال القاري أي منقادا ليشمل ما قيل أن بعضهم قيام وبعضهم ركوع وبعضهم سجود كما قال تعالى حكاية عنهم وما منا إلا له مقام معلوم أو خصه باعتبار الغالب منهم أو هذا مختص بإحدى السماوات قال ثم اعلم أن أربعة بغير هاء في جامع الترمذي وابن ماجة ومع الهاء في شرح السنة وبعض نسخ المصابيح وسببه أن الإصبع يذكر ويؤنث قال الطيبي رحمه الله أي أن كثرة ما فيها من الملائكة قد أثقلها حتى أطت وهذا مثل وإيذان بكثرة الملائكة وإن لم يكن ثمة أطيط وإنما هو كلام تقريب أريد به تقرير عظمة الله تعالى انتهى قال القاري ما المحوج عن عدول كلامه صلى الله عليه وسلم من الحقيقة إلى المجاز مع إمكانه عقلا ونقلا حيث صرح بقوله وأسمع مالا تسمعون مع أنه يحتمل أن يكون أطيط السماء صوتها بالتسبيح والتحميد والتقديس لقوله سبحانه وإن من شئ إلا يسبح بحمده (على الفرش)
(٤٩٥)