فأدرك بعض الزمن الذي وقع فيه التغير وقال ابن العربي قال حذيفة هذا القول لما تغيرت الأحوال التي كان يعرفها على عهد النبوة والخليفتين فأشار إلى ذلك بالمبايعة وكنى عن الايمان بالأمانة وعما يخالف أحكامه بالخيانة قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه الشيخان 18 باب ما جاء لتركبن سنن من كان قبلكم قوله (عن سنان بن أبي سنان) الديلي المدني ثقة من الثالثة (عن أبي واقد الليثي صحابي قيل اسمه الحارث بن مالك وقيل ابن عوف وقيل عوف بن الحارث قوله (لما خرج) أي عن مكة كما في رواية لأحمد (إلى حنين) كزبير موضع بين الطائف ومكة (يقال لها ذات أنواط) قال الجزري في النهاية هي اسم شجرة بعينها كانت للمشركين ينوطون بها سلاحهم أي يعلقونه بها ويعكفون حولها فسألوه أن يجعل لهم مثلها فنهاهم عن ذلك وأنواط جمع نوط وهو مصدر سمي به المنوط انتهى (سبحان الله) تنزيها وتعجبا (هذا) أي هذا القول منكم (كما قال قوم موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة) لكن لا يخفى ما بينهما من التفاوت المستفاد من التشبيه حيث يكون المشبه به أقوى (لتركبن) بضم الموحدة والمعنى لتتبعن (سنة من كان قبلكم) وفي حديث أبي سعيد عند البخاري لتتبعن سنن من قبلكم شبرا شبرا وذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم قلنا يا رسول الله اليهود والنصاري قال فمن ورواه الحاكم عن ابن عباس وفي اخره وحتى لو أن أحدكم جامع امرأته في الطريق لفعلتموه قال
(٣٣٩)