8 باب ما جاء في نزول العذاب إذا لم يغير المنكر قوله (حدثنا إسماعيل بن أبي خالد) الأحمسي مولاهم البجلي ثقة ثبت من الرابعة قوله (قال يا أيها الناس إنكم تقرأون هذه الآية) يا أيها الذين امنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم أي الزموا حفظ أنفسكم عن المعاصي فإذا حفظتم أنفسكم لم يضركم إذا عجزتم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضلال من ضل بارتكاب المناهي إذا اهتديتم إلى اجتنابها (وإني) أي أنكم تقرأون هذه الآية وتجرون على عمومها وتمتنعون عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس كذلك فإني (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الناس) أي المطيقين زالة المنكر مع سلامة العافية (إذا رأوا الظالم) أي علموا ظلمه وفسقه وعصيانه (فلم يأخذوا على يديه) أي لم يكفوه عن الظلم بقول أو فعل (أوشك) بفتح الهمزة والشين أي قارب أو أسرع (أن يعمهم الله بعقاب منه) إما في الدنيا أو الآخرة أو فيهما لتضييع فرض الله بلا عذر قال أبو عبيدة خاف الصديق أن يتأول الناس الآية غير تأويلها فيدعوهم إلى ترك الأمر بالمعروف فأعلمهم أنها ليست كذلك وأن الذي أذن في الامساك عن تغييره عن المنكر هو الشرك الذي ينطق به المعاهدون من أجل أنهم يتدينون به وقد صولحوا عليه فأما الفسوق والعصيان والريب من أهل الاسلام فلا يدخل فيه وقال النووي وأما قوله تعالى يا أيها الذين امنوا عليكم أنفسكم الآية فليست مخالفة لوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن المذهب الصحيح عند المحققين في معنى الآية أنكم إذا فعلتم ما كلفتم به فلا يضركم تقصير غيركم مثل قوله تعالى ولا تزر وازرة وزر أخرى فإذا كان كذلك فمما كلف به الأمر بالمعروف إذا فعله ولم يمتثل المخاطب فلا عتب بعد ذلك عليه لكونه أدى ما عليه ويأتي باقي الكلام على هذه الآية في تفسير سورة المائدة وحديث أبي بكر هذا أخرجه الترمذي في تفسير سورة المائدة وقال هذا حديث حسن صحيح
(٣٢٤)