قوله (لا تشربوا واحدا) أي شربا واحدا (كشرب البعير) أي كما يشرب البعير دفعة واحدة لأنه يتنفس في الاناء (ولكن اشربوا مثنى وثلاث) أي مرتين مرتين أو ثلاثة ثلاثة (وسموا) أي قولوا بسم الله الرحمن الرحيم (إذا أنتم شربتم) أي أردتم الشرب (وأحمدوا إذا أنتم رفعتم) أي الاناء عن الفم في كل مرة أو في الاخر قاله القاري قلت قاله الحافظ في الفتح أخرج الطبراني في الأوسط بسند حسن عن أبي هرير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشرب في ثلاثة أنفاس إذا أدنى الاناء إلى فيه يسمي الله فإذا أخره حمد الله بفعل ذلك ثلاثا وأصله في ابن ماجة وله شاهد من حديث ابن مسعود عند البزار والطبراني وأخرج الترمذي من حديث ابن عباس وسموا إذا أنتم شربتم وأحمدوا إذا أنتم وقعتم وهذا يحتمل أن يكون شاهدا لحديث أبي هريرة المذكور ويحتمل أن يكون المراد به في الابتداء والانتهاء فقط والله أعلم انتهى كلام الحافظ لقوله (هذا حديث غريب) قال الحافظ في الفتح سنده ضعيف انتهى 14 باب ما ذكر في الشرب بنفسين قوله (عن رشدين) بكسر الراء (بن كريب) بالتصغير قوله (كان إذا شرب يتنفس مرتين) فيه ثبوت الشرب بنفسين لكن قال الحافظ في الفتح بعد ذكر هذا الحديث هذا ليس نصا في الاقتصار على المرتين بل يحتمل أن يراد به التنفس في أثناء الشرب فيكون قد شرب ثلاث مرات وسكت عن التنفس الأخير لكونه من ضرورة الواقع انتهى قوله (هذا حديث غريب) وفي بعض النسخ هذا حديث حسن غريب قال الحافظ في
(٨)