5 باب ما جاء في إنذار النبي صلى الله عليه وسلم قومه قوله (حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام) العجلي بصري صدوق صاحب حديث طعن أبو داود في مروته من العاشرة روى عنه البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجة وغيرهم وقال أبو داود وكان يعلم المجان المجون فأنا لا أحدث عنه قال ابن عدي وهذا لا يؤثر فيه لأنه من أهل الصدق كذا في التقريب وتهذيب التهذيب وقال في ميزان الاعتدال كان بالبصرة مجان يلقون صرة الدراهم ويرقبونها فإذا جاء من لحظها فرفعها صاحوا به وخجلوه فعلمهم أبو الأشعث أن يتخذوا صرة فيها زجاج فإذا أخذوا صرة الدراهم فصاح صاحبها وضعوا بدلها في الحال صرة الزجاج انتهى قال في القاموس مجن مجونا صلب وغلظ ومنه الماجن لمن لا يبالي قولا وفعلا كأنه صلب الوجه وقد مجن مجونا ومجانة ومجنا بالضم انتهى وقال في الصراح مجن مجون بيباكي مجن يمجن مجانة كذلك فهو ماجن وهم مجان بالضم والتشديد انتهى (أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي) أبو المنذر البصري صدوق يهم من الثامنة قوله (يا صفية) بالرفع (بنت عبد المطلب) وبالنصب وكذا قوله يا فاطمة بنت محمد وصفية هذه هي عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا أملك لكم من الله) أي من عذابه (شيئا) أي من الملك والقدرة والدفع والمنفعة والمعنى أني لا أقدر أن أدفع عنكم من عذاب الله شيئا إن أراد الله أن يعذبكم وهو مقتبس من قوله سبحانه قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا بل قال الله تعالى قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله (سلوني من مالي ما شئتم) قال التوربشتي أرى أنه ليس من المال المعروف في شئ وإنما عبر به عما يملكه من الأمر وينفذ تصرفه فيه ولم يثبت عندنا أنه كان ذا مال لا سيما بمكة ويحتمل أن الكلمتين أعني من وما وقع الفصل فيهما من بعض من لم يحققه من الرواة فكتبهما منفصلتين انتهى قال القاري وفيه أنه يرده قوله تعالى ووجدك عائلا فأغنى أي بمال خديجة رضي الله عنها على ما قاله
(٤٩٢)