قوله (وفي الباب عن حذيفة بن أسيد وأنس وأبي هريرة وأبي ذر) أما حديث حذيفة ابن أسيد فأخرجه الترمذي في باب الخسف وأما حديث أنس فأخرجه البخاري عنه مرفوعا أول أشراط الساعة نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الشيخان عنه مرفوعا لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضئ أعناق الإبل ببصري وأما حديث أبي ذر فأخرجه أحمد في مسنده قوله (هذا حديث حسن صحيح غريب) وأخرجه أحمد 41 باب ما جاء لا تقوم الساعة حتى يخرج كذابون قوله (لا تقوم الساعة حتى ينبعث) أي يخرج وفي رواية البخاري حتى يبعث قال الحافظ بضم أوله أي يخرج وليس المراد بالبعث بمعنى الارسال المقارن للنبوة بل هو كقوله تعالى إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين (كذابون دجالون) وفي رواية البخاري دجالون كذابون قال الحافظ الدجل التغطية والتمويه ويطلق على الكذب أيضا فعلى هذا فقوله كذابون تأكيد (قريب من ثلاثين) مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي عددهم قريب وقد وقع في حديث ثوبان الآتي بعد هذا وكذا في حديث جابر بن سمرة عند مسلم وكذا في أحاديث أخرى بالجزم أنهم ثلاثون ووقع في حديث حذيفة عند أحمد بسند جيد سيكون في أمتي كذابون دجالون سبعة وعشرون منهم أربع نسوة وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي وهذا يدل على أن رواية الثلاثين بالجزم على طريق جبر الكسر ويؤيده قوله في حديث الباب قريب من ثلاثين ووقع في حديث عبد الله بن عمرو عند الطبراني لا تقوم الساعة حتى يخرج سبعون كذابا وسنده ضعيف وعند أبي يعلي من حديث أنس نحوه وسنده ضعيف أيضا وهو محمول إن ثبت على المبالغة في الكثرة لا على التحديد وليس المراد بالحديث من ادعى النبوة مطلقا فإنهم لا يحصون كثرة لكون غالبهم ينشأ لهم ذلك عن جنون أو سوداء وإنما المراد من قامت له شوكة وبدت له شبهة هذا تلخيص
(٣٨٥)