يأتي لكل طائفة بكلام فيه صلاح الأخرى ويعتذر لكل واحدة عن الأخرى وينقل إليه ما أمكنه من الجميل ويستر القبيح ويؤيد هذه التفرقة رواية الإسماعيلي من طريق ابن عمير عن الأعمش الذي يأتي هؤلاء بحديث هؤلاء وهؤلاء بحديث هؤلاء قوله (وفي الباب عن عمار وأنس) أما حديث عمار فأخرجه أبو داود وابن حبان في صحيحه وأما حديث أنس فأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت والطبراني والأصبهاني وغيرهم كذا في الترغيب قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه الشيخان وغيرهما 79 باب ما جاء في النمام قال الجزري في النهاية النميمة نقل الحديث من قوم إلى قوم على جهة الإفساد والشر وقد نم الحديث ينمه وينمه فهو نمام والاسم النميمة ونم الحديث إذا ظهر فهو متعد ولازم انتهى قوله (فقيل له هذا يبلغ الأمراء الحديث عن الناس) ولفظ البخاري فقيل له إن رجلا يرفع الحديث إلى عثمان (لا يدخل الجنة) أي في أول وهلة كما في نظائره (قتات) بقاف ومثناة ثقيلة وبعد الألف مثناة أخرى ووقع بلفظ نمام في رواية أبي وائل عن حذيفة عند مسلم قال في النهاية القتات هو النمام يقال قت الحديث يقته إذا زوره وهيأه وسواه وقيل النمام الذي يكون مع القوم يتحدثون فينم عليهم والقتات الذي يتسمع على القوم وهم لا يعلمون ثم ينم والقساس الذي يسأل عن لأخبار ثم ينمها انتهى قال الحافظ في الفتح قال الغزالي ما ملخصه ينبغي لمن حملت إليه نميمة أن لا يصدق من نم له ولا يظن بمن نم عنه ما نقل عنه ولا
(١٤٥)