صادر على طريق التصوير والتمثيل مثل الثابت في علم الله تعالى أو المثبت في اللوح بالمثبت بالكتاب الذي كان في يده ولا يستبعد إجراؤه على الحقيقة فإن الله تعالى قادر على كل شئ والنبي صلى الله عليه وسلم مستعد دراك المعاني الغيبية ومشاهدة الصور المصوغة لها (فيه أسماء أهل الجنة وأسماء ابائهم وقبائلهم) الظاهر أن كل واحد من أهل الجنة وأهل النار يكتب أسماؤهم وأسماء ابائهم وقبائلهم سواء كانوا من أهل الجنة أو النار للتمييز التام كما يكتب في الصكوك (ثم أجمل على اخرهم) من قولهم أجمل الحساب إذا تمم ورد التفصيل إلى الاجمال وأثبت في اخر الورقة مجموع ذلك وجملته كما هو عادة المحاسبين أن يكتبوا الأشياء مفصلة ثم يوقعوا في اخرها فذلكة ترد التفصيل إلى الاجمال وضمن أجمل معنى أوقع فعدى يعلى أي أوقع الاجمال على من انتهى إليه التفصيل وقيل ضرب با جمال على اخر التفصيل أي كتب ويجوز أن يكون حالا أي أجمل في حال انتهاء التفصيل إلى اخرهم فعلى بمعنى إلى (فلا يزاد فيهم) جزاء شرط أي إذا كان الأمر على ما تقرر من التفصيل والتعيين وا جمال بعد التفصيل في الصك فلا يزاد فيهم (ولا ينقص) بصيغة المجهول (منهم أبدا) لأن حكم الله لا يتغير وأما قوله تعالى ولكل أجل كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت فمعناه لكل انتهاء مدة وقت مضروب فمن انتهى أجله يمحوه ومن بقي من أجله يبقيه على ما هو مثبت فيه وكل ذلك مثبت عند الله في أم الكتاب وهو القدر كما يمحو ويثبت هو القضاء فيكون ذلك عين ما قدر وجرى في الأجل فلا يكون تغييرا أو المراد منه محو المنسوخ من الأحكام وإثبات الناسخ أو محو السيئات من التائب وإثبات الحسنات بمكافأته وغير ذلك ويمكن أن يقال المحو وا ثبات يتعلقان بالأمور المعلقة دون الأشياء المحكمة كذا في المرقاة (ففيم العمل يا رسول الله إن كان أمر قد فرغ منه) بصيغة المجهول يعني إذا كان المدار على كتابة الأزل فأي فائدة في اكتساب العمل (فقال سددوا) أي اطلبوا بأعمالكم السداد والاستقامة وهو القصد في الأمر والعدل فيه قاله في النهاية (وقاربوا) أي اقتصدوا في الأمور كلها واتركوا الغلو فيها والتقصير يقال قارب فلان في أموره إذا اقتصد كذا في النهاية والجواب من أسلوب الحكيم أي فيم أنتم من ذكر القدر والاحتجاج به وإنما خلقتم للعبادة فاعملوا وسددوا قاله الطيبي (فإن صاحب الجنة يختم له) بصيغة المجهول (بعمل أهل الجنة) أي يعمل مشعر بإيمانه ومشير بإبقائه
(٢٩٣)