(وإن عمل) أي ولو عمل قبل ذلك (أي عمل) من أعمال أهل النار (وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار) أعم من الكفر والمعاصي (وإن عمل أي عمل) أي قبل ذلك من أعمال أهل الجنة (ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه) أي أشار بهما والعرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال فتطلقه على غير الكلام واللسان فتقول قال بيده أي أخذ وقال برجله أي مشى (فنبذهما) أي طرح ما فيهما من الكتابين وفي الأزهار الضمير في نبذهما لليدين لأن نبذ الكتابين بعيد من دأبه انتهى قال القاري وفيه أن نبذهما ليس بطريق الإهانة بل إشارة إلى أنه نبذهما إلى عالم الغيب ثم هذا كله إذا كان هناك كتاب حقيقي وأما على التمثيل فيكون المعنى نبذهما أي اليدين قلت ولا ملجئ لحمل لفظ الكتاب في هذا الحديث على معناه المجازي ولا مانع من إرادة معناه الحقيقي فالظاهر أن يحمل على الحقيقة قوله (أخبرنا بكر بن مضر) بن محمد بن حكيم المصري أبو محمد أو أبو عبد الملك ثقة ثبت من الثامنة قوله (وفى الباب عن ابن عمر) أخرجه البزار كذا في الفتح قوله (هذا حديث حسن صحيح غريب) وأخرجه أحمد والنسائي قوله (يوفقه لعمل صالح قبل الموت) ثم يقبضه عليه كما في رواية أي يميته وهو متلبس به
(٢٩٤)