- على ما ذكره غير واحد من الأعلام كابن عبد البر وغيره - وقال أكثر من مرة:
(والله ليخضبنها من فوقها).
وأما الوقايع التي وقعت بعد شهادته عليه السلام فكثيرة جدا تحتاج إلى تأليف برأسه و لا مجال هنا لذكرها فطوينا عنها وأشرنا إلى واقعة كونية وهي ما أورده الزمخشري في (ربيع الأبرار) على ما في (تاريخ الخميس) في هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أم معبد، قالت: (لما توضأ صلى الله عليه وآله وسلم مج في أصل عوسجة يابسة عندنا فأينعت وأثمرت كنا نستشفي بثمارها في حياته - إلى - فأصبحت ذات شوك من أسفلها إلى أعلاها و تساقط ثمرها وذهبت نضرتها وما شعرنا إلا بقتل أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه -، فما أثمرت بعد ذلك وكنا ننتفع بورقها ثم أصبحنا وإذا بها قد نبع من ساقها دم عبيط وقد ذبل ورقها إذ أتانا خبر مقتل الحسين عليه السلام ويبست الشجرة).
فسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا. ولله الحمد أولا وآخرا.
الاستدراك عن الأصبغ بن نباتة قال لما ضرب أمير المؤمنين عليه السلام الضربة التي كانت وفاته فيها اجتمع إليه الناس بباب القصر وكان يراد قتل ابن ملجم لعنه الله فخرج الحسن عليه السلام فقال: معاشر الناس إن أبى أوصاني أن أترك أمره إلى وفاته فإن كان له الوفاة وإلا نظر هو في حقه فانصرفوا يرحمكم الله. قال: فانصرف الناس و لم أنصرف فخرج ثانية وقال لي: يا اصبغ أما سمعت قولي عن قول أمير المؤمنين؟ قلت: بلى ولكني رأيت حاله فأحبت أن أنظر إليه فأستمع منه حديثا فاستأذن لي رحمك الله فدخل ولم يلبث أن خرج فقال لي: ادخل فدخلت فإذا أمير المؤمنين عليه السلام معصب بعصابة وقد علت صفرة وجهه على تلك