إليه لا نقرأ صحيفتنا غدا أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها (1). (2) 6 - (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فشكا إليه الجوع، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيوت أزواجه فقلن: ما عندنا إلا الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من لهذا الرجل الليلة؟
فقال علي بن أبي طالب: أنا له، يا رسول الله! وأتى فاطمة عليها السلام فقال لها: ما عندك يا بنت رسول الله؟ فقالت: ما عندنا إلا قوت الصبية نؤثر ضيفنا، فقال علي عليه السلام: يا ابنة محمد! نومي الصبية وأطفئي المصباح، فلما أصبح علي عليه السلام غدا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره الخبر، فلم يبرح حتى أنزل الله عز وجل: ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون (3). (4) 7 - وقال عليه السلام في عهده إلى الأشتر رحمه الله: (واجعل لذوي الحاجات منك قسما تفرغ لهم فيه شخصك، وتجلس لهم مجلسا عاما فتتواضع فيه لله الذي خلقك، و تقعد عنهم جندك وأعوانك من أحراسك وشرطك، حتى يكلمك متكلمهم غير متتعتع، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في غير موطن: لن تقدس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متتعتع.
ثم احتمل الخرق منهم والعي، ونح عنهم الضيق والأنف يبسط الله عليك بذلك أكناف رحمته، ويوجب لك ثواب طاعته، وأعط ما أعطيت هنيئا، وامنع في إجمال وإعذار (5).