النصوص والظواهر ولا يتعداها إلى الاجتهاد والأقيسة، ويطبق أمور الدنيا على أمور الدين، ويسوق الكل مساقا واحدا، ولا يضع ولا يرفع إلا بالكتاب والنص، فاختلف طريقتا هما في الخلافة والسياسة، وكان عمر مع ذلك شديد الغلطة و السياسة، وكان علي عليه السلام كثير الحلم والصفح والتجاوز... (1).
وقال - أيضا: (وكان أبو جعفر بن أبي زيد الحسني نقيب البصرة رحمه الله إذا حدثناه في هذا يقول: إنه لا فرق عند من قرء السيرتين سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسياسة أصحابه أيام حياته وبين سيرة أمير المؤمنين عليه السلام وسياسة أصحابه أيام حياته، فكما أن عليا عليه السلام لم يزل أمره مضطربا معهم بالمخالفة والعصيان والهرب إلى أعدائه، و كثرة الفتن والحروب فكذلك كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يزل ممنوا بنفاق المنافقين و أذاهم وخلاف أصحابه عليه، وهرب بعضهم إلى أعدائه وكثرة الحروب و الفتن...
ومن العجب أن أول حروب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت بدرا، وكان هو المنصور فيها، وأول حروب علي عليه السلام الجمل وكان هو المنصور فيها، ثم كان من صحيفة الصلح والحكومة يوم صفين نظير ما كان من صحيفة الصلح والهدنة يوم الحديبية، ثم دعا معاوية في آخر أيام علي عليه السلام إلى نفسه وتسمى بالخلافة كما أن مسيلمة والأسود العنسي دعوا إلى أنفسهما في آخر أيام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتسميا بالنبوة، واشتد على علي عليه السلام ذلك كما اشتد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر الأسود و مسيلمة، وأبطل الله أمرهما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك أبطل أمر معاوية وبني أمية بعد وفاة علي عليه السلام، ولم يحارب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحد من العرب إلا قريش ما عدا يوم حنين، ولم يحارب عليا عليه السلام من العرب أحد إلا قريش ما عدا يوم