فيه إلى حسن الحيلة، مالهم - قاتلهم الله - قد يرى الحول القلب وجه الحيلة ودونها مانع من أمر الله ونهيه، فيدعها رأي عين بعد القدرة عليها، وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين (1).
ومنها: (والله، ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر، ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس، ولكن كل غدرة فجرة، وكل فجرة كفرة، ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة، والله، ما استغفل بالمكيدة ولا استغمز بالشديدة (2).
ومنها: (لا يقيم أمر الله سبحانه إلا من لا يصانع، ولا يضارع، ولا يتبع المطامع (3).
ومنها: (لولا أن المكر والخديعة في النار لكنت أمكر العرب (4).
ومنها: (لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن المكر والخديعة والخيانة في النار، لكنت أمكر العرب (5).
ومنها: (أتأمروني أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه (6).
ومنها: (وإني لعالم بما يصلحكم ويقيم أودكم، ولكني لا أرى إصلاحكم بإفساد نفسي، أضرع الله خدودكم (7).
أقول: الكيس: العقل. والحول: البصير بتحويل الأمور. والقلب: الخبير بتقلبها.
وينتهز: يبادر. والحريجة: التحرز. وغدرة وفجرة وكفرة - بضم الأول - للمبالغة أي غدور وفجور وكفور، وما استغفل بالمكيدة: لا تجوز المكيدة علي كما تجوز