الأكتاف، فقالوا: هذا سارق يا أمير المؤمنين، فقال: يا أسود! سرقت؟ قال: نعم، يا أمير المؤمنين، قال له: ثكلتك أمك، إن قلتها ثانية قطعت يدك، قال: نعم، يا مولاي، قال: ويلك انظر ماذا تقول، سرقت؟ قال: نعم، يا مولاي، فعند ذلك قال عليه السلام: اقطعوا يده فقد وجب عليه القطع.
قال: فقطع يمينه، فأخذها بشماله وهي تقطر دما، فاستقبله رجل يقال له:
ابن الكواء فقال: يا أسود! من قطع يمينك؟ قال: قطع يميني سيد الوصيين، وقائد الغر المحجلين، وأولى الناس بالمؤمنين، علي بن أبي طالب عليه السلام، إمام الهدى، و زوج فاطمة الزهراء ابنة محمد المصطفى، أبو الحسن المجتبى، وأبو الحسين المرتضى، السابق إلى جنات النعيم، مصادم الأبطال، المنتقم من الجهال، معطي الزكاة، منيع الصيانة من هاشم القمقام، ابن عم الرسول، الهادي إلى الرشاد، و الناطق بالسداد، شجاع مكي، جحجاح وفي، بطين أنزع أمين من آل حم ويس و طه والميامين، محلي الحرمين، ومصلي القبلتين، خاتم الأوصياء، ووصي صفوة الأنبياء، القسورة الهمام، والبطل الضرغام، المؤيد بجبرائيل الأمين، والمنصور بميكائيل المبين، وصي رسول رب العالمين، المطفئ نيران الموقدين، وخير من نشأ من قريش أجمعين، المحفوف بجند من السماء، علي بن أبي طالب أمير المؤمنين على رغم أنف الراغبين [خ ل] ومولى الناس أجمعين.
فعند ذلك قال له ابن الكواء: ويلك! يا أسود، قطع يمينك وأنت تثني عليه هذا الثناء كله؟! قال: ومالي لا أثني عليه، وقد خالط حبه لحمي ودمي، والله ما قطعني إلا بحق أوجبه الله علي، قال: فدخلت على أمير المؤمنين عليه السلام فقلت: سيدي رأيت عجبا، قال: وما رأيت؟ قال: صادفت أسود قطعت يمينه وأخذها بشماله وهي تقطر دما، فقلت له: يا أسود! من قطع يمينك؟ قال: سيد المؤمنين - و أعدت عليه - وأعاد علي، فقلت له: ويحك قطع يمينك وأنت تثني عليه هذا الثناء كله؟ فقال: ومالي لا أثني عليه وقد خالط حبه لحمي ودمي، والله ما قطعني إلا