عنهم تلك الظلمة، فتكلم الله جل جلاله كلمة فخلق منها روحا، ثم تكلم بكلمة فخلق من تلك الكلمة نورا، فأضاف النور إلى تلك الروح وأقامها مقام العرش فزهرت المشارق والمغارب، فهي فاطمة الزهراء ولذلك سميت الزهراء، لأن نورها زهرت به السماوات.
يا ابن مسعود! إذا كان يوم القيامة يقول الله جل جلاله لي ولعلي: أدخلا الجنة من شئتما، وأدخلا النار من شئتما، وذلك قوله تعالى: × ألقيا في جهنم كل كفار عنيد (1) ×، فالكافر من جحد نبوتي، والعنيد من جحد بولاية علي بن أبي طالب و عترته، والجنة لشيعته ولمحبيه (2).
الاستدراك قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث: أما إن من شيعة علي عليه السلام لمن يأتي يوم القيامة وقد وضع له في كفة سيئاته من الآثام ما هو أعظم من الجبال الرواسي والبحار التيارة يقول الخلائق: هلك هذا العبد فلا يشكون أنه من الهالكين وفي عذاب الله تعالى من الخالدين فيأتيه النداء من قبل الله تعالى: يا أيها العبد الخاطي الجاني! هذه الذنوب الموبقات فهل بإزائها حسنة تكافئها وتدخل جنة الله برحمة الله؟ أو تزيد عليها فتدخلها بوعد الله؟ يقول العبد: لا أدري فيقول منادي ربنا عز وجل: إن ربي يقول: ناد في عرصات القيامة: ألا إني فلان بن فلان من بلد كذا و كذا أو قرية كذا وكذا قد رهنت بسيئات كأمثال الجبال والبحار ولا حسنة لي بإزائها فأي أهل المحشر كانت لي عنده يد أو عارفة فليغثني بمجازاتي عنها،