محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن أبان بن عثمان عن أبي بصير عن أحدهما في قول لوط (انكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين) فقال: ان إبليس أتاهم في صورة حسنة، فيه تأنيث عليه ثياب حسنة فجاء إلى شبان منهم فأمرهم أن يعقوا به ولو طلب إليهم أن يقع بهم لأبوا عليه، ولكن طلب إليهم أن يقعوا به، فقلما وقعوا به التذوه، ثم ذهب عنهم وتركهم، فأحال بعضم على بعض.
4 - حدثنا محمد بن موسى بن عمران المتوكل رحمه الله قال: حدثنا عبد الله ابن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتعوذ من البخل، فقال: نعم يا أبا محمد في كل صباح ومساء ونحن نتعوذ بالله من البخل يقول الله (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) وسأخبرك عن عاقبة البخل ان قوم لوط كانوا أهل قرية أشحاء على الطعام فأعقبهم البخل داء لا دواء له في فروجهم، فقلت: وما أعقبهم؟ فقال: ان قرية قوم لوط كانت على طريق السيارة إلى الشام ومصر، فكانت السيارة تنزل بهم فيضيفونهم، فلما كثر ذلك عليهم ضاقوا بذلك ذرعا بخلا ولؤما فدعاهم البخل إلى أن كانوا إذا نزل بهم الضيف فضحوه من غير شهوة بهم إلى ذلك، وإنما كانوا يفعلون ذلك بالضيف حتى ينكل النازل عنهم، فشاع أمرهم في القرية وحذرهم النازلة، فأورثهم البخل بلاء لا يستطيعون دفعه عن أنفسهم من غير شهوة لهم إلى ذلك، حتى صاروا يطلبونه من الرجال في البلاد ويعطونهم عليه الجعل، ثم قال: فأداء أدأى من البخل ولا أضر عاقبة ولا أفحش عند الله تعالى، قال أبو بصير: فقلت له جعلت فداك فهل كان أهل قرية لوط كلهم هكذا يعملون؟ فقال: نعم، إلا أهل بيت منهم من المسلمين، أما تسمع لقوله تعالى (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) ثم قال أبو جعفر عليه السلام: ان لوطا لبث في قومه ثلاثين سنة