رواه الدارقطني وقواه. قال: إن رجاله ثقات ولا تعلم له علة، وتقدم أنه من أدلة النسخ لحديث شداد.
(وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي (ص) اكتحل في رمضان وهو صائم رواه ابن ماجة بإسناد ضعيف وقال الترمذي: لا يصح في هذا الباب شئ . ثم قال: واختلف أهل العلم في الكحل للصائم فكرهه بعضهم وهو قول سفيان وابن المبارك وأحمد وإسحاق. ورخص بعض أهل العلم في الكحل للصائم وهو قول الشافعي انتهى. وخالف ابن شبرمة وابن أبي ليلى فقالا: إنه يفطر لقوله (ص) الفطر مما دخل وليس مما خرج وإذا وجد طعمه فقد دخل وأجيب عنه: بأنا لا نسلم كونه داخلا لأن العين ليست بمنفذ وإنما يصل من المسام فإن الانسان قد يدلك قدميه بالحنظل فيجد طعمه في فيه ولا يفطر وحديث الفطر مما دخل علقه البخاري عن ابن عباس ووصله عنه ابن أبي شيبة. وأما ما أخرجه أبو داود عنه صلى الله عليه وسلم قال في الإثمد: ليتقه الصائم فقال أبو داود: قال لي يحيى بن معين: هو منكر.
(وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص): من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه) وفي رواية الترمذي فإنما هو رزق ساقه الله إليه (متفق عليه وللحاكم) أي من حديث أبي هريرة (من أفطر في رمضان ناسيا فلا قضاء عليه ولا كفارة وهو صحيح) وورد في لفظ من أفطر يعم الجماع وإنما خص الأكل والشرب لكونهما الغالب في النسيان كما قاله ابن دقيق العيد. والحديث دليل على أن من أكل أو شرب أو جامع ناسيا لصومه فإنه لا يفطره ذلك لدلالة قوله: فليتم صومه على أنه صائم حقيقة وهذا قول الجمهور وزيد بن علي والباقر وأحمد بن عيسى والامام يحيى. والفريقين. وذهب غيرهم إلى أنه يفطر قالوا: لان الامساك عن المفطرات ركن الصوم فحكمه حكم من نسي ركنا من الصلاة فإنه تجب عليه الإعادة وإن كان ناسيا وتأولوا قوله: فليتم صومه بأن المراد فليتم إمساكه عن المفطرات. وأجيب بأن قوله: فلا قضاء عليه ولا كفارة صريح في صحة صومه وعدم قضائه له. أخرج الدارقطني اسقاط القضاء في رواية أبي رافع وسعيد المقبري والوليد بن عبد الرحمن وعطاء بن يسار كلهم عن أبي هريرة وأفتى به جماعة من الصحابة منهم علي عليه السلام وزيد بن ثابت وأبو هريرة وابن عمر كما قاله: ابن المنذر وابن حزم. وفي سقوط القضاء أحاديث يشد بعضها بعضا ويتم الاحتجاج بها. وأما القياس على الصلاة فهو قياس فاسد الاعتبار لأنه في مقابلة النص، على أنه منازع في الأصل. وقد أخرج أحمد عن مولاة لبعض الصحابيات: أنها كانت عند النبي (ص) فأتي بقصعة من ثريد فأكلت منها ثم تذكرت أنها صائمة فقال لها ذو اليدين: الآن بعد ما شبعت. فقال النبي (ص): أتمي صومك فإنما هو رزق ساقه الله إليك وروى عبد الرزاق: أن إنسانا جاء إلى أبي هريرة فقال له: أصبحت