صح أن قعوده في حديث أبي سعيد كان في خطبة الجمعة كان الأقوى القول الأول وإن لم يثبت ذلك فالقول الثاني.
فائدة تسليم الخطيب على المنبر على الناس فيه حديث أخرجه الأثرم بسنده عن الشعبي : كان رسول الله (ص) إذا صعد المنبر يوم الجمعة استقبل الناس فقال السلام عليكم. الحديث، وهو مرسل. وأخرج ابن عدي: أنه (ص) كان إذا دنا من منبره سلم على من عند المنبر ثم صعد فإذا استقبل الناس بوجهه سلم ثم قعد. إلا أنه ضعفه ابن عدي بعيسى بن عبد الله الأنصاري وضعفه به ابن حبان.
(وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله (ص) إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم ويقول: أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد) قال النووي: ضبطناه في مسلم بضم الهاء وفتح الدال فيهما وبفتح الهاء وسكون الدال فيهما وفسره الهروي على رواية الفتح بالطريق أي أحسن الطريق طريق محمد.
وعلى رواية الضم معناه الدلالة والارسال وهو الذي يضاف إلى الرسل وإلى القرآن قال تعالى: * (وإنك لتهدي) * (الشورى: 52) * (إن هذا القران يهدي) * (الاسراء: 9) وقد يضاف إليه تعالى وهو بمعنى اللطف والتوفيق والعصمة * (إنك لا تهدي من أحببت) * (القصص: 56) الآية (وشر الأمور محدثاتها) المراد بالمحدثات ما لم يكن ثابتا بشرع من الله ولا من رسوله (وكل بدعة ضلالة) البدعة لغة: ما عمل على غير مثال سابق، والمراد بها هنا: ما عمل من دون أن يسبق له شرعية من كتاب ولا سنة (رواه مسلم). وقد قسم العلماء البدعة على خمسة أقسام: واجبة - كحفظ العلوم بالتدوين والرد على الملاحدة بإقامة الأدلة، ومندوبة - كبناء المدارس، ومباحة - كالتوسعة في ألوان الطعام وفاخر الثياب، ومحرمة ومكروهة وهما ظاهران، فقوله: كل بدعة ضلالة عام مخصوص. وفي الحديث دليل على أنه يستحب للخطيب أن يرفع بالخطبة صوته ويجزل كلامه ويأتي بجوامع الكلم من الترغيب والترهيب ويأتي بقوله: أما بعد وقد جمع البخاري بابا في استحبابها وذكر فيه جملة من الأحاديث وقد جمع الروايات التي فيها ذكر أما بعد لبعض المحدثين وأخرجها على اثنين وثلاثين صحابيا وظاهره أنه كان صلى الله عليه وسلم يلازمها في جميع خطبه وذلك بعد حمد الله والثناء والتشهد كما تفيده الرواية المشار إليها بقوله: وفي رواية له أي لمسلم عن جابر بن عبد الله كانت خطبة النبي (ص)