على أن وقت اخراجها قبل صلاة العيد وأن وجوبها مؤقت، فقيل: تجب من فجر أول شوال ، لقوله: أغنوهم عن الطواف في هذا اليوم وقيل: من غروب آخر يوم من رمضان لقوله : طهرة للصائم وقيل: تجب بمضي الوقتين عملا بالدليلين. وفي جواز تقديمها أقوال: منهم من ألحقها بالزكاة فقال: يجوز تقديمها ولو إلى عامين، ومنهم من قال يجوز في رمضان لا قبله لان لها سببين الصوم والافطار فلا تتقدمهما كالنصاب والحول، وقيل لا تقدم على وقت وجوبها إلا ما يغتفر كاليوم واليومين وأدلة الأقوال كما ترى. وفي قوله: طعمة للمساكين دليل على اختصاصهم بها وإليه ذهب جماعة من الآل. وذهب آخرون إلى أنها كالزكاة تصرف في الثمانية الأصناف واستقواه المهدي لعموم (إنما الصدقات) والتنصيص على بعض الأصناف لا يلزم منه التخصيص، فإنه قد وقع الزكاة ولم يقل أحد بتخصيص مصرفها ففي حديث معاذ : أمرت أن آخذها من أغنيائكم وأردها في فقرائكم.
باب صدقة التطوع أي النفل (عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله فذكر الحديث) في تعداد السبعة، وهم: الإمام العادل وشاب نشأ في عبادة ربه ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وافترقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه (وفيه رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه متفق عليه) قيل: المراد بالظل الحماية والكنف كما يقال أنا في فلان، قيل والمراد: ظل عرشه ويدل ما أخرجه سعيد بن منصور من حديث سلمان سبعة يظلهم الله في ظل عرشه وبه جزم القرطبي. وقوله: أخفى بلفظ الفعل الماضي حال بتقدير قد. وقوله: حتى لا تعلم شماله مبالغة في الاخفاء وتبعيد الصدقة عن مظان الرياء ، ويحتمل أنه على حذف مضاف أي عن شماله. وفيه دليل على فضل إخفاء الصدقة على إبدائها ، إلا أن يعلم أن في إظهارها ترغيبا للناس في الاقتداء، وأنه يحرس سره عن داعية الرياء. وقد قال تعالى: * (إن تبدوا الصدقات فنعما هي) *. والصدقة في الحديث عامة للواجبة والنافلة ، فلا يظن أنها خاصة بالنافلة حيث جعله المصنف في بابها. واعلم أنه لا مفهوم يعمل به في قوله: ورجل تصدق فإن المرأة كذلك إلا في الإمامة، ولا مفهوم أيضا للعدد، فقد وردت خصال تقتضي الظل وأبلغها المصنف في الفتح إلى ثمان عشرين خصلة وزاد عليها الحافظ السيوطي حتى أبلغها إلى سبعين وأفردها بالتأليف ثم لخصها في كراسة سماها بزوغ الهلال في الخصال المقتضية للظلال.
(وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: كل