وكذلك الاتباع ورثوا علوم من تقدمهم وورثوا أيضا أتباع الاتباع ولعل هذا أولى لعمومه (اما) هي حرف شرطه وقوله (بعد) قائم مقام شرطها، وبعد ظرف له ثلاث حالات إضافته فيعرب كقوله تعالى - قد خلت قبلكم أمم - وقطعه عن الإضافة مع نية المضاف إليه فيبنى على الضم نحو - لله الامر من قبل ومن بعد - وقطعه مع عدم نية المضاف إليه فيعرب منونا كقوله:
فساغ لي الشراب وكنت قبلا أكاد أغص بالماء الفرات (فهذا) الفاء جواب الشرط، واسم الإشارة لما في الذهن من الألفاظ والمعاني (مختصر) وفى القاموس: اختصر الكلام أو جزه (يشتمل) يحتوى (على أصول) جمع أصل وهو أسفل الشئ كما في القاموس، وفسره في الشرح بما هو معروف: بما ينبئ عليه غيره (الأدلة) جمع دليل وهو في اللغة المرشد إلى المطلوب، وعند الأصوليين ما يمكن التوصل بالنظر الصحيح فيه إلى مطلوب خبري، وعند أهل الميزان: ما يلزم من العلم به العلم بشئ آخر. وإضافة الأصول إلى الأدلة بيانية: أي أصول هي الأدلة وهي أربعة: الكتاب والسنة والاجماع والقياس (الحديثية) صفة للأصول مخصصة عن غير الحديثية وهي نسبة إلى حديث رسول الله (ص) (للأحكام) جمع حكم. وهو عند أهل الأصول خطاب الله المتعلق بأفعال المكلف من حيث أنه مكلف وهي خمسة: الوجوب والتحريم والندب والكراهة والإباحة (الشرعية) وصف للأحكام يخصصها أيضا عن العقلية، والشرع ما شرعه الله لعباده كما في القاموس. وفى غيره نهج الطريق الواضح، واستعير للطريقة الإلهية من الدين (حررته) بالمهملات والضمير للمختصر، وفى القاموس تحرير الكلام وغيره تقويمه، وهو يناسب قول الشارح تهذيب الكلام وتنقيحه (تحريرا) مصدر نوعي لوصفه بقوله (بالغا) بالغين المعجمة. وفى القاموس:
البالغ الجيد (ليصير) علة لحررته (من يحفظه من بين أقرانه) جمع قرن بكسر القاف وسكون الراء وهو الكفء والمثل (نابغا) بالنون وموحدة ومعجمة من نبغ. قال في القاموس: النابغة الرجل العظيم الشأن (ويستعين) عطف على ليصير (به الطالب) لأدلة الأحكام الشرعية الحديثية (المبتدئ) فإنه قد قرب له الأدلة وهذبها (ولا يستغنى عنه الراغب) في العلوم (المنهى) البالغ نهاية مطلوبه لان رغبته تبعثه على أن لا يستغنى عن شئ فيه سيما ما قد هذب وقرب (وقد بينت عقب) من عقبه إذا خلفه كما في القاموس أي في آخر (كل حديث من أخرجه من الأئمة) من ذكر إسناده وسياق طرقه (لإرادة نصح الأمة) علة لذكره من خرج الحديث. وذلك أن في ذكر من أخرجه عدة نصائح للأمة منها: بيان أن الحديث ثابت في دواوين الاسلام، ومنها أنه قد تداولته الأئمة الاعلام، ومنها أنه قد تتبع طرقه وبين ما فيها من مقال من تصحيح وتحسين واعلال، ومنها إرشاد المنهى أن يراجع أصولها التي منها انتقى هذا المختصر. وكان يحسن أن يقول المصنف بعد قوله من أخرجه من الأئمة وما قبل في الحديث من تصحيح وتحسين وتضعيف فإنه يذكر ذلك بعد ذكر من خرج الحديث في غالب الأحاديث كما ستعرفه (فالمراد) أي مرادي (بالسبعة) لأنه ليس مراد الكل مصنف