والبلغمي أثقل واسكن اعراضا وكذلك الصفراوي أحد واسلم واما المنوي فيبادر إلى المضرة بالنفس ويعظم الخطب فيه أعظم من الطمثي وأما سائر الاعراض فلا تظهر فيه وكثيرا ما يعرض من مس القابلة لرحمها المتشنج دغدغة وشهوة فتنزل منيا غليظا وتستريح وربما قذفت ذلك من تلقاء نفسها فتجد راحة وأما الفرق بينه وبين الصرع وان تشابها في كثير من الاحكام وفي العروض دفعة فقد يفرق بينه وبين الصرع احتباس ما يصعد من الرحم والعانة وأن العقل لا يفقد جدا ودائما بل في أحوال شدته جدا وإذا قامت المختنقة حدثت بأكثر ما كان بها الا ان يكون أمرا عظيما متفاقما والزبد لا يسيل سيلانه في الصرع الصعب الدماغي فان سال سكنت العلة في المكان ولا يحتاج إلى ما يفعل غيره ولنرجع إلى ما بيناه في باب الصرع من الفرق وأما الفرق بينه وبين السكتة فذلك أظهر فكيف والحس لا يبطل فيها في الأكثر بطلانا تاما ولا يكون غطيط وأما الفرق بينه وبين ليثرعس فإنه ليس معه حمى ولا نبض ممتلئ موجي وابتداء وجعه في الرأس ويكون اللون مختلف التغير وفي ليثرغس يكون ثابتا على حالة واحدة * (المعالجات) * اما ما كان سببه احتباس الطمث فيجب ان تدبر أمره ان لم يكن هناك بياض مفرط ولم يكن سبب الاحتباس كثرة الرطوبة اللزجة بالفصد من الباسليق ومن الصافن ولابد في كل حال من استعمال المدرات للحيض وخصوصا الحمولات الحادة المدغدغة لفم الرحم مثل الكرمدانة والفلفل فاما الأوفربيون فقوى في ذلك جدا ينزل الطمث في الوقت والدغدغة لفم رحمها ونواحي فرجها نافعة لها كان المحتبس طمثا أو منيا فإنه يميل بالرحم إلى أسفل والى والاستواء ويهيئ الطمث للدرور والغالية عجيبة في ذلك والأبزنات من المدرات نافعة وخصوصا ما اتخذ من الكاشم والحلبة وبزر الكتان والمرزنجوش والقيسوم ومياه الحمامات نافعة لها أيضا ويجب ان يكون الفصد من الباسليق الذي يلي ناحية ميل الرحم فان لم يمل إلى جانب بل تقلص إلى فوق فلك ان تفصد أيهما شئت أو كلاهما فان أحسست برطوبات كثيرة فاستعمل المستفرغات لها مثل أيارج روفس وبيادريطوس فإنك إذا فصدت واستفرغت الدم فربما احتيج بعد السابع إلى اسهال بأيارج الحنظل وأيارج فيقرا وربما احتيج إلى أن يكرر عليها وربما احتيج ان تسقى حب الشيطرج والحب المنتن ثم تحجم بعد ثلاثة أيام على الصلب والمراق وتارة على الفخذين والأربية وتلطف التدبير وتسخن الأسافل بالدلك والكمادات والمروخات ثم تسقى مثل جندبيدستر أو المر بماء أو ماء العسل والسجزنيا ودحمرتا والفلافلي والكموني والكاسكبينج بماء الأنيسون أو بماء اللوبيا الأحمر والقرنفل نافع أيضا * ومن المشروبات الجيدة ان يؤخذ من الكمون مقدار عفصة ويسقى بماء السذاب أو بماء طبيخ الفنجنكشت والغاريقون جيد جدا في هذه العلة إذا سقى بشراب والجندبيدستر ربما عافى بالتمام وكذلك أظفار الطيب وكذلك العنصل وخله إذا تجرع أو سكنجبينه الحامض وماء الشواصر إذا سقى كان فيه البرء (وأيضا) يسقى وزن درهمين من الدادي في نبيذ قوى وشرب دهن الخروع نافع جدا (وأيضا) يسقى عصارة ورق الفنجنكشت بالشراب ودهن وأيضا يؤخذ وزن درهم واحد جاوشير ودانقين جندبيدستر يسقى في شراب فإنه نافع جدا مدر وهو مجرب * ومن الضمادات والكمادات كل ما يلطف الدم ويجعله مراريا ومن الحمولات
(٦٠١)