الباطنة اما صوف منظوم الخيوط مشدود وسط الجملة بخيط حتى إذا دس عن طرفيه المخليين في التجويف دسا حصيفا ثم جذب الخيط استخرج الصوف وتبعه ما يستتبع وأما الآخر فعمود نافذ فيه أو غلاف يشتمل عليه مع مقبض ينزع به وأما استعمال هذه الآلة فأجوده ان يجلس العليل على طرف عصعصه منزعج المقعدة مضبوطا من خلف ويرفع ركبتيه قليلا إلى فوق الأرنبتين مع تفحيج بينهما وقد تقدم باحمامه بالآبزنات المرخية وتضميد بالأضمدة والمروخات المرخية ثم يدخل القاثاطير مبلغا يكون في قدر طول قضيبه وسعته وضيقه والأولى تكون مبولة كل انسان بحسب طول قضيبه وقصره وسعته وضيقه وقد تقدمت وطليت القاثاطير بالقيروطيات وخصوصا إذا كانت من أدهان مناسبة للغرض فإذا استوى فيه قدر كقدره ينصب الذكر نصبا مستويا كالقائم مع ميل إلى ناحية السرة ثم يرفق في دفع القاثاطير في مجرى المثانة قدر عقدة أو عقدتين وهنالك يفضى إلى خلاء المثانة ويسكن معه الوجع أو يقل أو يحس ان نفوذه قد أدى إلى تحريك الشئ وبالجملة فالنفوذ محسوس ثم يرد الذكر إلى ناحية الأسفل إلى حالته الأولى في نصبته أو أشد تسفيلا فإذا فعلت ذلك فاجذب شيئا ان أردته أو ادفع شيئا بالحقن ان أردت دفعه وبالجملة يجب ان تجتهد حتى لا يسحج ويكون على مهل ورفق حتى لا يرجع * (فصل في تقطير البول) * تقطير البول اما ان يكون بسبب في البول أو بسبب في آلات البول اما العضلة واما جرم المثانة نفسها أو لسبب في المبادئ والسبب في البول اما حدته أو كثرته وكون الحدة سببا لتقطيره اما لما ذكرناه في باب عسر البول من أن يكون استرساله مؤلما لحدة فيه قوية واجتماعه وثقله غير محتمل فيكون له حال بين الاحتباس والاسترسال وهو التقطير واما لان كل قليل منه لشدة ايذائه لحدته يستدعى النفض فتدفعه الدافعة وان لم يكن إرادة وتكون حدته اما للأغذية والأدوية والتعب والجماع وغير ذلك أو لمزاج الأعضاء المبدآنية مثل الكبد وعروقها والكلية مزاج ساذج أو مع مادة من مدة أو غير مدة أو البدن كله لكثرة فضل حاد فيه فتدفعه الطبيعة واما كون الكثرة سببا لتقطيره فلتنقيله وازعاجه العضلة إلى انفتاح يسير وان لم تستدع الإرادة إليه وأما السبب الخاص بالعضلة وبمباديها فمثل استرخاء مفرد أو مع خدر وبطلان حس كما يعرض أيضا للمقعدة أو لورم أو لسوء مزاج مضعف مبتدأ منها أو صادر إليها عن مباديها وأكثره عن برد ولذلك من يصرد يكثر تقطير بوله وإذا حدث بها ضعف ضعف عن انقباضها عن المجرى ومع ذلك يضعف اطلاقها نفسها وخصوصا إذا شاركها عضل البطن في الضعف وأما الكائن بسبب المثانة فاما ضعف فيها من سوء مزاج حار مفرد أو مع مادة حارة أو من سوء مزاج بارد وهو الأكثر ولذلك كما قلنا من يصرد يتقطر بوله وذلك المزاج وهذا الضعف يولد تقطير البول من وجهين أحدهما لما تضعف له الماسكة فلا تقدر على امساك كل قليل يحصل حتى يجتمع الكثير فتخلى عنه ليسيل وان لم تكن إرادة والثاني لما تضعف له الدافعة فلا تعصر البول الا قليلا قليلا وهو من التقطير المخالط للعسر وقد يكون هذا الضعف في نفسها وقد يكون بالمشاركة لأعضاء من فوقها بسبب أورام ودبيلات وتقيحات في الكلى وما فوقها تشاركها المثانة وتتأذى بما يسيل إليها وقد يكون السبب قروحا في المثانة وجربا
(٥٢٣)