لتأدى الوجع إلى القلب وربما انحدر الوجع فأحدث القولنج ومن طال به وجع المعدة خيف ان يجلب ورم المعدة ويندر في الحوامل باختناق الرحم على أن وجع فم المعدة يكثر بالحوامل وقد قيل في كتاب الموت السريع انه إذا ظهر مع وجع المعدة على الرجل اليمنى شئ شبيه بالتفاحة خشن فان صاحبه يموت في اليوم السابع والعشرين ومن أصابه ذلك اشتهى الأشياء الحلوة ومن كان به وجع البطن وظهر لحاجبه آثار وبثور سود شبه الباقلاء ثم تصير قرحة وثبتت إلى اليوم الثاني أو أكثر فإنه يموت وهذا الانسان يعتريه السبات وكثرة النوم ومري في بدء مرضه * (العلامات) * علامات الأمزجة الساذجة هي العلامات المذكورة فيها وعلامات ما يكون من الأمزجة مع مواد هي العلامات المذكورة أيضا واللذع مع الالتهاب دليل على مادة حادة الكيفية مرة أو مالحة فان كان اللذع ليس بثابت بل متجدد دل على انصباب المادة الصفراوية من الكبد وربما أورث لذع المعدة حمى يوم واللذع الثابت قد يورث حمى غب لازمة ويورث مع ذلك وجعا في الجانب الأيمن فيدل على مشاركة الغشاء لمجلل للكبد وإذا سكنت الحمى وبقى اللذع فلانصباب مادة من فضول الكبد أو سوء مزاج حار أو خلط لحج في المعدة وبغير الاتهاب يدل على مادة حامضة وعلامة ما يكون من جملة ذلك حدوث الوجع فيه بعد ساعات على الطعام بسبب السوداء وهو ان يعرض قئ خلى حامض فيسكن به الوجع وأن يكون الطحال مؤفا والهضم رديئا وعلامة ما يكون من ذلك بسبب الصفراء ان لا يحدث قئ خلى بل إن كان كان مراريا وأن لا يكون الهضم ناقصا وتكون علامات الصفراء ظاهرة والكبد حارة ملتهبة وعلامة ما يكون من ريح جشاء وقراقر وتمدد في الشراسيف والبطن * (المعالجات) * أما علاج ما كان من سوء مزاج حار فأن يسقى رائب البقر والدوغ الحامض والماء البارد ويطعم الفراريج والقباج والذراريح بالماش والقرع والبقلة الحمقاء والسمك الصغار مسلوقة بخل ومن الأشربة السكنجبين والحصرم ومن الأدوية أقراص الطباشير ويستعمل الضمادات المبردة وان رأيت نحافة وذبولا فاستعمل الأبزنات واسقه الشراب الرقيق الممزوج واتخذ له الأحساء المسمنة اللطيفة المعتدلة فان كان الوجع من خلط مراري حار استفرغت واستعملت السكنجبين المتخذ بالخل الذي نقع فيه الأفسنتين مدة وأما أوجاع المعدة الباردة والريحية فان كانت خفيفة سكنها التكميد بالجاورس والمحاجم بالنار وخصوصا إذا وضع منها محجمة كبيرة على الموضع الوسط من مراق البطن حتى تحتوي على السرة من كل جانب ويترك كذلك ساعة من غير شرط فإنها تسكن الوجع في الحال تسكينا عجيبا وسقى الشراب الصرف والتمريخ بالادهان المسخنة وهذا أيضا يحل الأوجاع الصعبة ولزراوند الطويل شديد النفع في تحليل الأوجاع الشديدة والريحية وكذلك الجندبادستر إذا شرب بخل ممزوج أو كمد به البطن من خارج بزيت عتيق والريح يحللها شرب الشراب الصرف والفزع إلى النوم والرياضة على الخواء واستعمال ما ذكر في باب النفخة ان اشتدت الحاجة إلى القوى من الأدوية وان كان الوجع من ريح محتقنة في المعدة أو ما يليها نفع منه حب الغار والكمون المغلى وان كان الوجع من سوداء نفاخة فيجب ان يكمد بشئ من شب وزاج مسحوقين بخل حامض وان يكمد أيضا بقضبان الشبث مسحوقة وان كان الوجع من
(٣٠٨)